الســؤال
أريد أن
أسأل عن أعراض الشقيقة، فهل ممكن أن تأتي الشقيقة من دون إقياء أو شعور
غثيان؟ وهل شرط تشخيص الشقيقة بأن يحدث صداع في أحد جانبي الرأس أم صداع
بكامل الرأس؟
صراحة أنا
أعاني من ثقل بالرأس يتحول إلى صداع بكامل الرأس، وأحس أن رأسي ممتلئ شيئا
ما، مثل شعور الدوخة، أي رأسي يدور من الداخل، طبعا أجريت جميع الصور
والفحوصات كلها سليمة.
الصداع
يشبه صداع الخمور رغم أني لا أشرب الخمر، ولكن من خلال وصف صداع لأحد
أصدقائي قال لي أن الصداع الذي تحس به مثل صداع الخمور ولكني لا أشرب،
فكيف يأتيني صداع الخمور؟ وهل هي شقيقة أم لا؟
رغم أني أعاني من هذه الحالة منذ سبعة أشهر.
وشكرا جزيلا لكم.
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فإن الشقيقة أو ما يعرف بالصداع النصفي يتفاوت في درجاته ويتفاوت في أنواعه وبالطريقة التي يظهر بها.
النوع
الشائع جدًّا هو أن الصداع يأتي بشكل مفاجئ وبشدة وغالبًا يكون في جانب
واحد من الرأس، وقد يظهر معه رؤية هالات سوداء أمام العين، أو قد يحس
الإنسان أن الإبصار لديه أصبح ضعيفًا أو كأن هنالك غشاوة أمام عينه،
والبعض قد يحس بإعياء تام، وكذلك يحدث شعور بالغثيان وربما يأتي القيء،
وحين يتقيأ الإنسان يحس براحة نسبية.
إذن
الشقيقة يمكن أن تأتي بالغثيان أو بالقيء أو تكون هذه الأعراض ليست
موجودة، لا نقول أن حدوث الصداع في أحد جانبي الرأس هو شرط لتشخيص
الشقيقة، ولكن نقول هذا هو النوع الشائع وهذا هو النوع المعروف، وبعض
الناس تكون هنالك بعض المثيرات التي تثير الصداع النصفي أو الشقيقة،
فمثلاً إذا نظر الإنسان إلى ضوء ساطع أو إلى ضوء الشمس فجأة هذا قد يثير
هذا الصداع ولا يثير الأنواع الأخرى من ألم الرأس، والبعض قد يأتيه الصداع
مع تناول أطعمة معينة مثل الأجبان واللبن والزبادي والفول والموز، هذه
الأطعمة تثير الصداع لدى البعض، وهذا حتمًا يأتي تحت الصداع النصفي.
إذن الصداع النصفي الشائع هو الصداع الذي يحدث في جزء واحد من الرأس، ولكنه قد يكون كاملاً في بعض الأوقات، وهذا نادر.
هنالك
أيضًا الصداع النصفي قد يختلط معه ما يسمى بالصداع العصبي الناتج من
القلق، وهذا التداخل نراه كثيرًا، وفي هذه الحالة قد يكون الصداع يشمل
جميع الرأس، قد يبدأ في جانب واحد ولكن بعد ذلك يظهر في جميع الرأس.
هنالك بعض
الناس يأتيهم الصداع من كثرة استعمالهم للمهدئات والمسكنات، فهنالك من
يستعملون البنادول أو البروفين بكثرة لعلاج الصداع، ولكن هذا في حد ذاته
يؤدي أيضًا إلى إثارة الصداع، وهذا شيء يخفى على الكثير من الناس، ولذا
لابد من استعمال هذه الأدوية أو حتى الأدوية الأخرى دائمًا تحت الإرشاد
والملاحظة الطبية.
أما
بالنسبة لمعاناتك للثقل في الرأس ويتحول هذا إلى صداع في كامل الرأس، أرى
أن ذلك نوع من الصداع العصبي، ولا أعتقد أنه نوع من الشقيقة، والصداع
العصبي يحس فيه الإنسان بثقل في رأسه أو أنه يأتيه نوع من الشعور بالدوار
الخفيف وبعد ذلك يظهر لديه الصداع.
نعرف أن
عضلة الرأس هي عضلة كبيرة، هذه العضلة التي تغطي فروة الرأس عضلة ممتدة،
وبعض الناس حينما يكونون قلقين يحدث لديهم انشداد في هذه العضلة، وهذا
يظهر في شكل ثقل عام مع وجود صداع لا يكون بالشدة الشديدة.
بعض الناس
لديهم مشاكل في الجيوب الأنفية، أو في النظر، أو في الأذنين، أو في
الأسنان، أو لديهم نوع من الاحتكاك في فقرات الرقبة، أو حتى أنهم لا
ينامون بالصورة الصحيحة، فأنا أعرف من ينام على وسادتين، هذا قطعًا يؤدي
إلى انشداد في العضلات الخلفية للرقبة، وهذا يؤدي أيضًا إلى شد وجذب عضلة
الرأس مما يؤدي إلى أنواع كثيرة من الصداع.
هذه كلها أسباب معروفة، وبكل أسف الكثير من الناس لا يعيرها اهتمامًا.
ما ذكره لك
هذا الأخ من أنه يشبه صداع الخمور، صداع الخمور هو نوع من الصداع الذي
يأتي للشخص الذي يتناول الخمر بعد أن يكثر في تعاطي الخمر ويتوقف -أي أنه
حين يستيقظ مع الصباح يجد أنه يعاني من الصداع- وهذا يحدث نتيجة لانقباض
وتوسع وضيق مفاجئ يحدث في بعض الشرايين الموجودة في جانب الرأس.. هذه
ظاهرة فسيولوجية، أي أن التوسع الذي يعقبه الانقباض في هذه الشرايين هو
السبب في هذا الصداع، وهو صداع يشبه لدرجة كبيرة الصداع النصفي أو الشقيقة
أكثر من الصداع العصبي.
إذن أرجو
أن أكون قد أوضحت لك ما هو مفيد، ونصيحتي لك بصفة عامة أن تحاول أن تتفحص
إذا كانت هنالك أي مثيرات تؤدي إلى هذا الصداع، فعليك في هذه الحالة أن
تتجنبها، وما دامت الفحوصات مطمئنة هذا - الحمد لله - يجب أن يجعلك
مطمئنًا، وإذا لم يختف الصداع عليك بأن تمارس الرياضة، فقد وجد أنها جيدة
جدًّا، والدلك لعضلات الرقبة والرأس أيضًا مفيد، والحجامة أيضًا إن شاء
الله مفيدة، وفي بعض الحالات إذا استمر هذا الصداع وكان مزعجًا ننصح
بتناول أدوية بسيطة مضادة للقلق مثل عقار يعرف باسم تجاريًا باسم
(دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، ويتم تناوله
بجرعة كبسولة واحدة - من فئة خمسين مليجرامًا - يوميًا في الصباح لمدة
أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء لمدة
ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.
أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.
المجيب : د. محمد عبد العليم
المصدر الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/istisha....php?id=110890