بسم الله الرحمن الرحيم
دستور مقترح للدولة السورية المنشودة، قريب العهد بها إن شاء الله تعالى.
... دستور مطلق دولة عربية أو إسلامية ...
قابل لأن يضاف إليه ملحقات دستورية إقليمية و قطرية. لحصره في دستور محلي يخص قطرا ما.
{س} دولة عربية إسلامية، تؤسس نظامها و تجدده كلما تطلبت الظروف، متقيدة بنصوص القرآن الكريم و الحديث الشريف، تقر بصحة خلافة الصحابة و جدارتهم رضي الله عنهم أجمعين، و بحجية العلماء من آل بيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم، و تحرص على اقتفاء أثر الخلفاء الأربعة الموفقين، و لاسيما بخصوص التكامل بين سلطان القدرة المشار إليه بالخليفة، و سلطان الحجة المشار إليه بالإمام ليكون وجودها استئنافا لعصر الخلافة ما أمكن.
نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة، ما يعني أن الحاكم فيه غير أصيل، بل إنه يقوم مقام النبي صلى الله عليه و آله و سلم، أي يحكم المسلمين جميعا أو بعضهم بالنيابة عن النبي، و هو شبيه بالنظام الملكي غير الوراثي أو الرئاسي الشرعي، يستمر الحاكم عهده نظريا حتى وفاته، ذلك أن استمراره في الحكم منوط باستمرار صلاحيته، و هو مكلف بنشر الإسلام على كامل وجه الأرض، و أيا كان اللقب الذي يشار به إلى الحاكم سواء سلطان أو إمام أو خليفة أو أمير أو ملك أو رئيس جمهورية أو عاهل، الخ. لا يجوز قطع العهد السياسي، إلا إذا فسد السلطان دينه أو تدبيره، و الحكم باستمرار صلاحيته أو انقطاعها من اختصاص مجلس أهل الحل و العقد. و كما أنه عهده غير محدود بمدة من الزمان، أيضا سلطانه السياسي غير محدود ببلد من المكان.
يتمتع السلطان بحق الإشراف على مجلسي الشورى و التنفيذ، و يتضمن إشرافه إمكانية حل أحدهما أو كلاهما معا، و أيضا تكليف و تعيين رؤساء السلطات التنفيذية و التشريعية و عزلهم.
ينبثق مجلس دائم من أهل الحل و العقد، يتداعى تلقائيا صفوة الأمة من شتى الاختصاصات الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية، من أهل البلد أو الإقليم أو جملة العرب أو جملة المسلمين حسب مدى اتساع سلطان الدولة الإسلامية، يختارون أكرمهم بحيث ينخفض عددهم إلى نسبة واحد لكل مليون مسلم.
لا يجوز أن يكون من جملة المتصدرين لتكوين مجلس أهل الحل و العقد من لا يجد نفسه متخلقا بالمكارم العشرة المذكورة في نظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه....
إن المكارم أخلاق مطهــــــرة *** فالديــــــــــــــن أولها و العقل ثانيها
و العلم ثالثها و الحلم رابعــها *** و الجود خامسها و الفضل سادسها
و البر سابعها و الصبر ثامنــها *** و الشكر تاسعها و اللين باقيــــــــها
و النفس تعلم أني لا أصادقها *** و لست أرشد إلاحين أعصيـــــــــها
الوظيفة الأولى لمجلس أهل الحل و العقد هي انتخاب السلطان، من بين أعضاءه، أو من خارجه.
انتخابهم السلطان هو تنصيب له و تثبيت، و هو اجتهاد معتبر شرعا، ينهض أمارة على تكليف فرض عين على المسلمين مبايعة السلطان، و ليس لعامة الناس سلطة انتخاب الخليفة فإن الأدنى لا يحرز الأعلى، و لا تكليف فوق الاستطاعة.
يتوجب على مجلس الحل و العقد دعم السلطان دائما بالنصيحة و المشورة، و للمجلس حق عزل السلطان متى ثبت لأكثر من نصف أعضاءه فساده أو عجز عقله عن التدبير أو نفسه عن العزم أو بدنه عن الحركة.
الشورى تشريع متوافق مع النص و مراع لمتطلبات الواقع معا، و عضو مجلس الشيوخ أو النواب ينشد في كل موقف تشريعي الرأي الذي يرجِّـح الدليل صوابه، و لا يجوز أن يلتزم عضو مجلس ما، سواء أهل الحل و العقد أو الشيوخ أو النواب، حزبا أو مذهبا في جميع المواقف. تجسيدا لنص. "أمتكم أمة واحدة" غير مشطورة كالأمة الإسرائيلية إل يهود و نصارى. فلا تحزب في الإسلام و لا تفرق.
يعين السلطان أعضاء مجلس الشيوخ مستعينا بمشورة معلمة غير ملزمة ينحله إياها مجلس الحل و العقد. و حسبما يتطلب مسار التطور الاجتماعي يخصص لمجس الشيوخ غرفة مستقلة أو يشارك النواب في غرفة واجدة، و هو مرقى مشاريع القوانين إلى السلطان، و له حق رفض ما يراه منها باطلا، و مطالبة النواب بتنقيح المعيب من جهة الصحة أو التمام، و أعضاء المجلس النيابي ينتخبون، على أساس تمثيل المناطق بربعهم، و ربع لكل من الأنشطة الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية.
وظيفة مجلس الشورى رسم القوانين لتوجيه إجراءات الحكومة، ثم محاسبتها، و لا يعني حجب ثقته عن الحكومة أكثر من اقتراح على السلطان معلم غير ملزم بحل مجلس الوزراء.
بعد تثبيت السلطان و مبايعته، يقوم بتكليف من يحسبه أصلح الرحال لتشكيل الحكومة، التي تشرف على الانتخابات النيابية.
موظف الدولة الإسلامية، بدءا من السلطان فنازلا هو أجير عند الله عز و جل، و العمل العام هو تكليف شرعي صنفه فرض كفاية، و لا يجوز اعتباره تشريفا و وجاهة، و لا اتخاذه مغنما و فرصة للرفاهية و الترف، ما يعني أن رواتب موظفي الدولة مهما علوا حتى السلطان لا يجوز أن تتخطى سقف الدخل المتوسط الكافي، أو خمسة أضعاف الحد الأدنى للأجور.
يستثنى من ذلك بداهة أصحاب الاختصاصات العلمية و الصناعية الأجراء المؤقتين عند الدولة غير المثبتين فيها كموظفين دائمين.
معفيّـون أو محظور عليهم أهل الكتاب من يهود و نصارى الخدمة في الجيش، و محظور عليهم شغل المناصب السيادية و السلطوية و هي حصرا الخلافة و مجلس أهل الحل و العقد و مجلس الشيوخ و رئاسة المجلس الوزاري أو النيابي و وزارات التربية و التعليم و الجهاد و الثقافة و الإعلام و المال و الصناعة العسكرية، و حكم خزانة المال، و يحق له تولي ما عداها من وزارات، و أن ينتخب لعضوية المجلس النيابي.
يعتبر دين اليهودي أو النصراني و يقبل منه يوم الحساب إن شاء الله تعالى، متى انتظم في الدولة الإسلامية مراعيا هذه الشروط، أي القناعة بحظر المناصب المذكورة علية، بالإضافة إلى أداءه الجزية في حال اقتداره، بتسليم نفسي يتممه الرضا بهذا الوضع الذي شرعه الله تعالى.
................................................................................................
ملحق دستوري لتقييد الدستور الأممي و القومي ليخص دولة معينة، مثلا الدولة السورية المنتظرة قريبا موعدها إن شاء الله تعالى...
سوريا دولة عربية اللسان، دينها الإسلام شافعية المذهب، و العربية لغة دواوينها و إعلامها و تعليمها الإلزامي و تعلمها العالي و مراسلاتها التجارية، تسعى باستمرار لجمع شمل العرب في نظام سياسي واحد، كخاتمة للعمل القومي، تفتحه بإقامة أحسن العلاقات أوثقها و امتنها مع جارتها لبنان، للعمل معا على تنمية التعاون في إطار إقليم الفرات، مع شبه إقليم العراق و الكويت، و شبه إقليم فلسطين و الأردن.
تمهيدا لتوحيد أمة محمد صلى الله عليه و آله و سلم في نظام سياسي واحد، انطلاقا من الدولة العربية القومية التي تجمع العرب، عبر إنعاش المؤسسات القومية القائمة أو شن الجهاد القومي لا هوادة فيه و لا مداهنة و لا مهادنة على الدويلات القطريات المصطنعات الآبقات.
................................................
شمس لبنان،،،، إبن رجب الشافعي.
الأربعاء 16\1\2013 مـــــــــ
ملحوظة ................
قد جرى تنقيح مشروع الدستور لتكميله، و قد صار بذلك متــــــــــــضمنا علوم الفلك و الذرة و الطاقة و المادة و نشأة الكون و الطاقة السوداء أو الظلمة و الكواركات لبنات الذرة و المجال الموحد الذي أعيى آينشتاين البحث عنه بدون جدوى، و إخفاقه في الاهتداء راجع إلى نشدانه المجال الموحد عن طريق التلفيق بين كسور الطاقة، لا عن طريق الارتقاء إلى مستوى الكمال الذي جمعه الله سبحانه و تعالى في عين كل مجال موحد.
ما يتطلب من القارئ ناشد علم السياسة الإسلامية أو المنطق القياسي، إعادة قراءته.
.........................................
قاعدة اجتماعية.. مبدأ استقلال الطبقات.
من أجل إجراء الانتخاب لا الإرتذال كما هو حاصل الآن عن طريق حشر الرويبضات و حتى إلجائهم بالقانون و الرشاوي و الدعاية الكاذبة إلى تعاطي الشأن العام.
تتألف مادة الجماعة من طبقات متفاضلة المعادن،
كل طبقة اجتماعية يفترض أنها مستقلة، في تدبير حياتها و تفصيلها.
الانتخاب هو اختيار النخبة من كل طبقة، و الأدنى لا يعلم الأعلى، حتى يميز خير المتزاحمين على شغل قمة التنظيم الطبقي.
كل طبقة تنتخب خيارها، ليثبته مرجع الطبقة التي تعلوها، و يتقبله طوعا أو كرها أفراد الطبقات التي تدنوها.
خيار طبقة الخليفة هم أهل الحل و العقد، ينتخبون من يروه أجدرهم ليبايعه طوعا أو كرها سائر المسلمين، و صحة سلطانه و ثبوته فيه منوط بإتباعه سَـــنن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قولا و عملا، و الخلفاء المهديين من بعده.
يفترض في الخليفة أكثر من غيره توفر الجمال في عمله، أي تجلية أثر اللطف الإلهي في ذاته، لتكثير الراضين عنه و تقليل الكارهين عهده، بالحرص على الرفق في سياسة رعيته. فإن شرعية الحكم خير يبقى ناقصا، لا يتم إلا بالرفق و اللين.
طريقة انتخاب رئس الوزراء.... يتداعى أرباب الإدارة للإشارة إلى من يجدونه خيرهم، و تزكيته عند الخليفة ليكون رئيسا للوزراء، و لا يثبت في منصب رئاسة الوزراء إلا بتصحيح الخليفة اختيارهم و إمضاءه، ليصير تكليفه بتشكيل الحكومة .
لانتخاب الأشخاص لعضوية المجلس النيابي، يتداعى جماعة من متعاطي الشأن العام خاصة الدعاة و الكتاب، في كل منطقة مقاطعة أو محافظة، أو مدينة أو حي من مدينة كبيرة، يبلغ عديد سكانها خمسون ألفا إلى المليون، حسب جملة سكان الدولة، بحيث
لا يزيد عديد النواب عن الثلاثمائة و ستون، مهما اتسع عديد رعية الدولة.
لذا يعتبر هذا الانتخاب تمهيديا، و حصيلته مفاتيح انتخابية، يجتمعون لاختيار العدد العرفي أو الدستوري لمجلس النواب.
يزكي النواب من يرتضونه رئيسا عليهم عند الخليفة، لتثبيته في رئاسة المجلس النيابي، و يحق له مراجعتهم لتزكية شخص آخر عنده.
يثبت انقطاع صلاحية رجل الدولة أيا كانت رتبته، سواء الخليفة أو رئيس الوزراء أو رئيس مجلس النواب،،، أو رئيس هيئة عامة واسعة أو ضيقة، بواحدة من الطرائق الثلاث التالية...
1. من فوق...... بعزله،،،،، برسم معلل، يشير إلى فساد دينه، أو عجزه.
2. من عامة الرعية أو خاصة طبقته....... بالشكوى منه،،،،، إلى مجلس القضاة يدعمه مجلس محلفين من بعض خبراء طبقته.
3. من نظراءه أو مرؤوسيه المباشرين ....... بخروج الأغلبية المطلقة عليه ،،،،،، يصرحون للخليفة أو المرجع الأقرب إليهم، بصعوبة التعاون معه ------ ما يعني أنه يمكن للوزراء إسقاط رئيسهم، و بالمثل النواب، و المدرسون ينهون عمل الناظر عليهم بالشكوى منه عند وزيرة التربية و التعليم أو مدير المنطقة التعليمية..
..................................................................
ملحوظة ................
إضافة إيضاحية إلى مشروع الدستور
..........................................................................
...... دعاية العلمانيين، فشر غبي يسقط صفاتهم الشنيعة على الإسلاميين ...
تحذر دعاية الطغاة العلمانيين الجاهليين الذي تمادوا في الإجرام و الجهل، الناس من خطر مشروع الإسلاميين، و تصف العهد المنتظر المنور بمعرفة الله سبحانه و تعالى، و المنفذ لشريعة الله عز و جل، بالاستبداد و الظلامية.
و كأن الناس ينعمون تحت حكم الجاهلية الحديثة من ناصرية أو بعث أو أخواتهما بالحرية و الرفاه و الأمن و العرب مشغولون بمشروع قومي إبداعي يخصهم و يجمعهم.
............ مسار وجود الجماد و الحياة.. السعادة تصحف النظام و التلقائية، مسار الاجتماع العلماني .. التعاسة المصاحبة للفوضى و الاستبداد ..................
مسار وجود الجماد و الحياة..
نسب الله تعالى الإرادة للجماد،
قال تعالى: "فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا"
بينما النظام العلماني الاستبدادي يصادر حرية الإنسان الذي هو أعلى أجناس الأحياء، حتى لا يترك للفرد شيء من الإرادة و اختيار ما يقول أو يعمل، مما يتناسب مع خصوصية كينونة الشخص كفرد من فئة معدنية، مختلفة الخصائص، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "الناس معادن كالذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".
في النظام العلماني سواء البعثي أو الناصري أو الشيوعي، لا يتمتع الناس أن يختاروا ما يناسبهم، بل يضطرون مقهورين مكرهين إلى أن يصيروا، مزابلا، محشوة بهذيان العلمانية، سواء من كان معدنه ذهبا أو تنكا.
و لمن يصر على تأويل كلمة يريد على أنها مجاز في العبارة "يريد أن ينقض" بأن المقصود من الإرادة هو الاقتراب، هذا المثال الآخر يبين أن الجماد ليس دمية عربية تحركه خيوط علماني مهرج ظلامي مستبد يصادر كل الحرية.
من كتاب المواقف لسيدنا الشيخ محمد بن عبد الحبــّــار النفري.....
"أوقفني في نور و قال لي:
لا أقبضه و لا أبسطه و لا أطويه و لا أنشره و لا أخفيه و لا أظهره،
و قال: يا نور انقبض و انبسط و انطو و انتشر و أخف و أظهر،
فانقبض و أنبسط و انطوى و انتشر و خفى و ظهر،
و رأيت حقيقة لا أقبض وحقيقة يا نور انقبض."
في المواقف ينسب الله عز و جلال الأداء إلى الجماد، صحيح أن النور مأمور أن ينقبض كحاله في البخور و الفحم المتقد، و أن ينبسط كحاله في الخشب و النفط، و أن ينطوي كحاله في الأجسام الساخنة غير المضيئة، و أن ينتشر كحاله في الأجسام المتقدة، عندما تستثيره الحرارة الكافية أو يستثار بدون حرارة كما يضيء الفوسفور و الدودة، و يخفى كحاله في السلك الموصل للكهرباء و خاصة فائق التوصيل، و يظهر كما في المدفأة حيث تتغلب الحرارة أي النور الأعلى على النور الأدنى أي الكهرباء المثيرة إياها،، و حيث يغلب الضوء و هو تموج الماء الدقيق المترتب على الحرارة، على المغناطيس و هو تموج الماء الدقيق المترتب على الكهرباء .
صحيح أن النور له أداء سلبي أي هو منفعل للفعل الإلهي، لكنه انفعال صادق أي مناسب لكينونته المختلفة، ما يعني أنه موجود سعيد، بينما في النظام العلماني الحاكم العربي فعله كاذب، فهو عميل لأمة ما، و انفعال المحكومين أكذب، فهم مضطرون إلى مسايرته، ما يعنى أن وجودهم زور، و المقتنع منهم بجاهلية ما وجوده مزيف، أي تقليد رديء، مصحوب بالتعاسة حتما، مهما جهر و جعــر بالقومية و الاشتراكية المتوافقة مع الإسلام أو الرأسمالية.
هذه هي صلة المالك الحقيقي بالناس، يعطيهم فرصة أن يكونوا و أن يوجدوا و يكتسبوا ما يسعدهم، و لا يصادر حريتهم و هو سبحانه و تعالى المقتدر، الذي ليس لقدرته نعت يمكن أن يحصي كثرتها.
بينما في الاجتماع العلماني، الناس لا اختيار لهم حريتهم مصادرة، و الأجهزة الأمنية و معها الجيش رديف جاهزان لتكميم الأفواه، بالتي هي أسوأ.
: "كل الناس أفقه منك يا عمر"،
: "أضرب إبن الأكرمين"
: "أضرب عمرو بن العاص، فإنه بسلطان أبيه ضرب ولده ولدك"
في النظام العلماني لا أحد يفقه في أية قضية، حتى حزب الحاكم، أو الحزب الحاكم كما يجعجع البعث الجاهلي، فقط الحاكم وحده يفقه في جميع القضايا.
في ظل الحكم الإسلامي الفرص متاحة لجميع الناس، ليست مخصوصة للراشين و المعارف و الأقارب و المحازبين، فقط إبن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، محروم من فرصة الرعي، و محظور عليه ممارسة مطلق حرفة مشبوهة، أي التي يترتب على سلطان والده أن يزيد حظه فيها عن حظوظ سواه من عامة الناس.
****بسبب قصور عقلهم القومي عن تمييز الخلافة من الإمامة، ملأ الفرس تاريخ الإسلام ضجيجا و جهلا و إجراما ****
و فيما يلي حديثان شريفان يبينان طبيعة الإجتماع الإسلامي.
الحديث الأول ..................... يخص ما مفروض على الأمة لا خيار لها فيه، و الذي هو مماثل للرسالة فلا خيار لأحد أن يصدق رسول الله أو يكذبه، و يتبعه أو يتركه.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "من كان الله مولاه، فأنا مولاه، و من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه".
الحديث الثاني............... يخص ما هو متروك للأمة من النظام الاجتماعي تتخير منه ما تراه مناسبا للوقت أي طبيعة الطور الذي تعيشه الأمة ...
قالت أم المؤمنين أم سلمة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما: "و يوم كنت أنا و أنت مع رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فجاء أبوك و صاحبه يستأذنان فدخلنا الخدر فقالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر مقامك فينا فلو جعلت لنا إنسانا نأتيه بعدك، و نفزع إليه.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: أما إني أعرف مكانه و أعلم موضعه و لو أخبرتكم به لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن عيسى بن مريم.
فلما خرجا خرجت إليه أنا و أنت و كنت جريئة عليه فقلت من كنت جاعلا لهم؟ فقال: خاصف النعل و كان علي بن أبي طالب عليه السلام يصلح نعل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، إذا تخرقت و يغسل ثوبه إذا اتسخ فقلت: ما أرى إلا عليا فقال صلى الله عليه و آله و سلم: هو ذاك)).
هنا لم يدع رسول الله صلى الله عليه و سلم، على من يتفرق عن الإمام مولى المسلمين بصفته خليفة، بل إن رسول الله صلى الله عليه و أله و سلم اكتفى بالإشارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، و لم يصرح باسمه، و لا بصفته كسلطان حجة أو سيد مولى المسلمين.
بتبين من الحديثين الشريفين أن الإمامة أو ولاية أمر المسلمين هي وظيفة دينية ليس للناس الخيرة في تقبلها أو رفضها، شأنها شأن الرسالة، و الولاية فرض عين على كل إنسان كما الرسالة، فكما أن الناس لا يختارون الرجل الصالح ليكون رسول الله إليهم، كذلك لا يختارون الأولياء. و المولى لا يفسد بداهة، بينما الخلافة هي رتبة اجتماعية زمنية سياسية.
.................
يزعم الفرس المجوس أن أصحاب محمد رضي الله عنهم أجمعين قد أسسوا الظلم لأهل البيت باغتصابهم الخلافة التي هي حق أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه و رضي عنه، و مرجع زعمهم هو سياسي أكثر منه علمي، سببه حقدهم على العرب، و إرادة الكيد لهم.
و إلا فإن المروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه، يبين بوضوح لا مزيد عليه الفرق بين الخلافة و بين الولاية منها..
: "سلطان الحجة أشد قوة من سلطان القدرة"
: "الملوك حكام على الناس، و العلماء حكام على الملوك"
.......................
لا يصح إسلام الشيعي إلا بتصحيح خلافة الصحابة، و إلا فهو رافض لا نصيب له من الإسلام،
و لا يصح إسلام السني إلا باتباع أوائل أعلام المجتهدين السنة، أمثال أسيادنا محمد بن إدريس الشافعي و أحمد بن جنبل رضي الله عنهم، في رجوعهم إلى أهل البيت عند النظر في القضية، و جبه العلوم الواردة من أمم الشرق و الغرب.
قال إبن النديم في الفهرست: "كان الشافعي شديدا في التشيع، (أسس هذا الوهم السطح على يلي.. ) أفتى في قضية، فقال له رجل، لكن علي يقول غير قولك، فرد عليه الشافعي، أثبت لي أن هذا القول لعلي حتى أنزل عن قولي لقوله".
بداهة ليس الفرق بين السني و الشيعي، أن الشيعي هو من يعتبر قول أمير المؤمنين و يتقبله و يرجع إليه مقتنعا بصحته و ليس أنه اجتهاد يحتمل الخطأ كما الصواب، و أن السني هو الذي يهدر حجية قول الأمير، أن يقيس قول المجتهد بقول الأمير و يساوي بينهما، فليس من مسلم يرد على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قوله: "أقضاكم علي"، أو قوله: "أنا مدينة العلم و علي بابها".
الفرق بين السني الشيعي هو غلبة إحدى الصفتين العلمية أو العملية على صاحبتها في وعيه و اهتمامه، مهما بلغت المفارقة بين هذا الميل و بين الموضوع.
تدور حياة السني حول الخلافة و الدولة، و تدور حياة الشيعي حول الإمامة و الحوزة، لكن للسنة مجتهدوها، و للشيعة أنظمتهم السياسية النظرية و القائمة.
من جهة الموضوع... ربما جهل الشيعي معظم آثار العلماء من آل البيت عليهم السلام، و انتظم في الدولة، و ربما اطلع السني على معظم هذه الآثار، المهم أن ما يميز الشيعي هو ميل وعيه و اهتمامه، أي ولاءه للفقيه المجتهد الذي يشترط فيه الحياة، و بالمثل الذي يميز السني هو ميل وعيه و اهتمامه، و هو ولاءه لرأس الدولة الذي يشترط فيه الخلافة أي الحكم بالنيابة عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
...........................................................
قال تعالى:--
"الحمد لله رب العالمين"،
"وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ يَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ".
قال سيدنا المسيح عليه السلام: "أنا الحق و أنا الحياة و أنا الطريق"
الحق .. كلمة الله أو قوله سبحانه و تعالى.
الحياة .. التصديق بأن نبي مرسل و طاعته هو حياة للمسلمين، "و المال يعسوب الفجار"، و طالب المال و السلطة هو ميت حكما، فلا حياة إلا بالعلم.
الطريق... إلى معرفة الله سبحانه و تعالى. قال المسيح عليه السلام: "الله لا مادي و هو أبسط البسائط"، أبسط البسائط هو تفصيل لمعنى اسمه الحسن الأحد.
و لا مادي .. كل ما سوى الله عز و جل مادي حتى الروح و فلك المغناطيس الذي يخفى على الحس.
و الأحد أو أبسط البسائط، هو حي لا يموت، باعتبار أن الموت ليس سوى تفكك العين، الذي اكتسب الحياة بالتركيب.
الله سبحانه و تعالى هو رب العالمين، بعد قيامه عز و جل بتربية عالم الرسالة و السيادة و الولاية من الأمة الإسلامية، تنزل إلى العناية بعالم الوزارة - الإدارة و العمالة و السياسة – قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: وزيراي من أهل السماء جبريل و ميكائيل، و وزيراي من أهل الأرض أبو بكر و عمر".
باستقراء تاريخ الأمة الإسلامية يلحظ الفطن، أن ليس في الأمر اغتصاب سلطان و لا تأسيس ظلم كما يتوهم المجوس من فرس و أذنابهم المحسوبين على العروبة، بل تنزل الله سبحانه و تعالى إلى عالم لتربيته، بعد تمام العالم الذي فوقه، قال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا"، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "ليهنأ بالنعمة من تمسك بولايتنا".
ثم تنزل الله سبحانه و تعالى لتربية عالم الاجتهاد، و صارت الدولة تعرف بأنها مالكية و شافعية و حنفية، أكثر مما تعرف بعهد ملك ما، أو قومية ما.
ثم تنزل الله سبحانه إلى عالم القوى فانشقت الدول المقتدرة عسكريا مثل مصر الطولونية و الأخشيدية عن الخلافة العباسية.
فلا يقال أن أحمد بن طولون قد أسس الظلم للخلافة، و انه اغتصب حق الخليفة.
و في هذا العصر يلحظ المتفطن صفته الجماهيرية، ما يعني أن الله سبحانه و تعالى قد شمل برعايته ربوبيته عالم الملك الاجتماعي، و هو آخر العالمين، حتى صار الرئيس في مطلق جمهورية حقيقية كالولايات المتحدة مثلا و فرنسا التي تجرى فيها انتخابات رئاسية حقيقة، و مطلق جمهورية كاذبة كمصر الناصرية و سوريا البعث، لا ينتخب الرئيس و لا يثبت و لا يستمر عهده إلا بأصوات عامة الناس الجاهليين أو المسلمين المخدوعين أو المرتشين أو المضطهدين، مباشرة أو بالنيابة القسرية عنهم.
.................................................
... الفرق بين الحق و بين الصواب ....
قطع يد السارق غير المضطر هو صواب، لكن لا يكون حقا إلا في دولة إسلامية.
الحق ليس قول و لا عمل، بل هو أساس يتضمن معاني النظام و السيادة و الملك و الصحة،
الصواب خير، و الرفق جمال، لكن لا معنى لخير أو جمال غير مؤسس على الحق. الصواب هو باطل بدون استناده إلى مشروعية، و الخطأ هو حق و المجتهد المخطئ له أجر واحد، باعتبار أنه يرجع في اجتهاده إلى نصوص ليس فقط متيقن من صحتها بل الأهم أنه متقبل حقيقة تفرد الله سبحانه و تعالى بالاختصاص التشريعي و توصيف الحلال و الحرام و الطيب و الخبيث.
قال تعالى:--
" وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ بِالْحَقِّ..."
" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَ مِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً"
النبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم هو سيد الأمة، سيد آل البيت، و الأنبياء و المرسلين جميعا، و كل سيد في عالم من الأمة هو سيد وكيل أو نائب أو خليفة أو قائم مقام، و ليس بالسيد الأصيل.
الخليفة سيد عالم السيادة، سيد حكما، باعتبار قيامه مقام النبي، و رئيس الوزراء سيد عالم السلطة التنفيذية يستمد سيادته من الخليفة، و بالمثل المجتهد المطلق أو رئيس المجلس النيابي هو سيد عالم السلطة التشريعية، يستمد سيادته من الخليفة.
..................................
... الحق يقبل الانشطار و هو علامة النضج و شدة قوة الطور من الحياة ...
الشجرة فجة أو ضعيفة التكوين يسكن ناميتها (الورقة و الجذر) نباتان أي زهرتان ذكر و أنثى، و الشجرة شديدة القوة أي الناضجة هي الوحيدة الزوج، خلقها الآخر هو ازدهار أنوثتها أو ذكورتها.
المجلس التشريعي الناضج السوي يكون مشطورا إلى غرفتين، غرفة تخص الشيوخ و غرفة تخص النواب، و لكل غرفة سيد، يصحح آراء أعضاءها أو يبطلها.
و بالمثل الدولة المركبة من إدارة اتحادية أممية أو قومية و حكم محلي قومي أو قطري واحد أو أكثر، هو علامة نضج إداري.
بداهة النضج الاجتماعي يستحيل أن يكون كاذبا، بمعنى أن النضج لا يمكن اختزاله إلى شكل سطحي أجوف، فلا ينبغي لدولة فتية أن ينص دستورها مثلا على أن مجلس الشورى يتألف من غرفتين.