بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة والتسليم على أشرف المرسلين
نتعرض في هذا الموضوع إلى الأسلوب الأمثل لتربية الطفل بعد عامه الرابع من خلال كتاب يحمل نفس العنوان مع إلباسها شيئا من عاداتنا وطبائع مجتمعنا .. وأرجوا أن يشارك الجميع بما لديه من مشاكل للطفل بعد عامه الرابع لنصل إلى حلول ينتفع بها الجميع...
وسنناقش في هذا الموضوع الجانب العاطفي للطفل ، والفكري، ونمو الجهاز الحركي ، والسلوك ، والعلاقات، وتجارب الروضة للمرة الأولى. و التهذيب ، والمخاوف، والنوم، والموت، ونظام الحياة اليومية، وغير ذلك؛ وكيف تشجع التواصل الإيجابي بين الأب والأم ، والطفل؟
الطفل بعد عامه الرابع
كلما كبر الأطفال يدركون المزيد عن الحياة وعن أنفسهم، وبعد سن الرابعة يكونون كما لو أن أعينهم تفتح لأول مرة ويشعرون بالحماس لاكتشاف الحياة ويريدون أن يروا كل شيء ويجربوا كل شيء... في هذه السنة تجد الطفل يتحدث بسهولة عن نفسه وبدون كلفة.. ويكون الطفل في هذه المرحلة من عمره مولع بالجدل يحب السيطرة غير مطيع..(نحن دائما نقول يحب العناد (معانديّ)) وهذه صفة طبيعية للطفل في هذا العمر إضافة إلى أنه سيكون كثير المطالب ولا يرضيه شيء.
الأطفال في هذه المرحلة يحبون اللعب جدا..فلو قلت مثلا لطفلتك رتبي غرفتك وأعيدي لعبك إلى مكانها فلن تستجيب لطلبك.. لكن لو قلت هيا لنرى من الأسرع في التقاط الألعاب وإعادتها لمكانها وحولتي الأمر إلى لعبة ستجدي منها الاستجابة التامة.
احذر احذري من انتقاد طفلك عند محاولته تناول الطعام وإلا سيكون الطفل يخاف من المحاولة وبدلا من ذلك اعمل-ي بصبر معها وأظهر-ي لها كيفية القيام بالعمل وأثني على محاولتها
بعد سن الرابعة ما زال بعض الأطفال غير مدربين على الذهاب للحمام -أجلكم الله- أثناء النهار وبعضهم الآخر يعاني من التبول ليلا (والأولاد بصورة خاصة يأخذون وقتا أطول في التخلص من هذه المشكلة)
وهو يحتاج ببساطة شديدة لمزيد من الوقت ...وإذا استخدمت أمه العنف أو الإجبار تزداد المشكلة سوءا
واحذري من تذكيره بأنه يبلل فراشه ليلا ؛ بل أثني عليه وذكريه فقط بالأيام التي يصحو فيها جافا..
تذكري أن الأطفال يكتسبون السيطرة بسهولة جدا بأنفسهم؛ عندما يشعرون بأنهم قادرون، ولأنهم يريدون أن يصبحوا كبارا.
إن تحديك هو أن تظلي صبورة، وتنقلي الثقة الأكبر فيه،...اجعليه يذهب للحمام قبل ميعاد النوم ..وكافئيه بنجمة كل صباح يكون فيه جافا، وهذه الطريقة ناجحة جدا ومجربة.
هل تعلم أن طفلتك في هذا السن مهتمة جدا بمعرفة الأعمال الصحيحة والخاطئة رغبة منها في تحسين أخلاقها..لكن من الصعب على طفل صغير التحكم في نزواته. فقد تجدين طفلك ذات يوم تشي بطفل آخر أو شخص كبير لأنه قال كلاما بذيئا ..والوشاية بحد ذاتها صفو سيئة لكنها هنا تدل على ان الطفل أدرك أن القواعد مهمة وأنها تحاول بجد أن تستجيب للتعليمات وأن ضميرها يتشكل ، .ولن يتطور احساسها الذاتي بمعرفة الصواب من الخطأ إلا عند سن الخامسة أو السادسة.. فما عليك سوى تكرار ذكر الالتزامات اليومية أمامها بصبر كل يوم حتى تتعود على ذلك..
يشعر الأطفال من حين لأخر بالخوف من شيء معين، وغالباً ما تختفي هذه المخاوف مع بلوغهم عمر 6 أو 7 سنوات إذا تمت معالجة هذه المخاوف بالشكل السليم، وتشمل هذه المخاوف: الخوف من الظلام... الحيوانات.
وقد يكون الخوف بسبب تجربة مؤذية مثل الضياع في مدينة الملاهي أو السوق
..الخوف من الظـــلام...
عندما يستيقظ طفلك في الليل خائفا ..أخبريه:"إنني هنا إنك آمن" وافتحي المصباح وحدثيه عن الأشياء حوله ..هذا سريرك..هذه ألعابك..عندما يسترخي اسأليه:"ما الذي يخيفك في الظلام" قد يكون شيء ما في غرفته يبدو له شيئا يثير الرعب .. وإذا كان يستريح بأن ينام والمصباح مفتوح فاتركيه مفتوحا..
ولا تفرضي الأمور التي يخافها الطفل عليه قسراً، مثلاً إذا كان الطفل يخاف من الظلام، لا داعي لتركه وحيداً في غرفة مظلمة، هذا لن يجعله أقوى بل قد يزيد من تعقيد المشكلة. ماذا لو تركت ضوء صغيراً قرب سريره، أو في الممر، خصوصاً أن بعض الأطفال ينهضون للذهاب إلى الحمام في الليل. على العكس سينمي وجود الضوء عنده الشجاعة على النهوض من السرير والذهاب إلى الحمام بدل أن يبلل سريره من الخوف.
احذري من الاستهزاء بالطفل، وخذي ما يقوله على المحمل الجد، فقد يكون الطفل خائفاً من شيء شاهده على التلفاز أو حدث أمامه، مثلاً، سرق رجل حقيبة سيدة في المنتزه، أو شاهد نشرة الأخبار وكانت فيها صور لقتلى أو جرحى. أن الطفل إنسان كامل بعقل غير ناضج، وبالتالي قد يفسر ما رآه على انه واقع سيحدث له أو حدث له بالفعل وبالتالي سيود إخبار أحد والديه عن مخاوفه تلك. يجب الإنصات إلى الأطفال وتوجيههم ومحاولة تخفيف التوتر الذي يشعرون به، كما ينصح بعدم السماح لهم بمشاهدة الأخبار، والأفلام التي تحتوي على مشاهد عنيفة.
يتعمد بعض الأهل إلى إخافة الأطفال بالوحوش واللصوص بحجة تعليمهم، ولكن الأسلوب الأفضل هو إرشاد الطفل إلى العواقب والمخاطر وليس الخوف منها، مثلاً، تخبر الأم الطفل: "تستخدم ماما الكبريت لإشعال الموقد حتى تصنع الطعام، ماما لا تلعب بالكبريت لأنه من أدوات المطبخ، أن اللعب بالكبريت قد يشعل الحريق، والنار ستحرق ألعابك، وثيابك الجديد، هل تريد أن تحترق ثيابك الجديدة؟" وهكذا الأمر بشأن الوحوش والغول الذي سيأكل الطفل إذا لم يكمل طعامه، ماذا لو لم يكمل الطفل طعامه، لن تكون أخر مرة لن يكمل فيها طعامه. يجب على الأهل أن ينتبهوا إلى ما يقولونه، فالكثير من البالغين لا زالوا يشعرون بالخوف من الأشياء التي كان أهلهم يقولونها، رفقاً بالأطفال
يتبع