نداء إلى من يتعامل دائماً بالغش
إلى كل من جعل ربهُ أهون الناظرين إليه
إلى من يبيع ويشتري ويغش الناس
لقد ذمّ الله عزّ وجلّ الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل، ويُفهم ذلك من قوله تعالى:
{ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ . الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [المطففين:1-3].
هل ترضى لنفسك أن يتبرأ منك رسول الله ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم :
...رواه مسلم...
أي خيرٍ وسرور ترجوه وأى فلاح ونجاح تنتظره إذا تبرأ منك رسول
الله صلى الله عليه وأعلن براءتهُ منك ؟
إن الوعيد في هذا الحديث كافٍ لتحيا الضمائر في القلوب فتراقب الله عز
وجل في أعمالها ولا تحتاج إلى أن يكون هناك رقيب من البشر عليها
لا يخفى على أحد منا أن الغشَ مُحرم شرعاً بجميع صوره وأنواعه
سواءٌ كان هذا الغش فى البيع و الشراء أو فى الامتحانات
أو فى الزواج أوالنصيحة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم :
(( من غشنا فليس منا ))رواه مسلم
وللأسف الشديد ساد الغش الأسواق والجامعات والمدارس والزواج
وإلى كل من وقع في صورة من صور الغش ذُكرت أو لم تذكر نقول له:
اتق الله يا أخي واستشعر رقابة علام الغيوب، وتذكر عقابه وعذابه
{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر: 14]
واعلم أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع وأن العمل الصالح
ينفع الذرية، والعمل السيئ يُؤثّر في الذرية،
قال تعالى:
{ وَلْيَخْشَ الَّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً } [النساء: 9].
فمن تأمل هذه الآية خاف على ذريته من أعماله السيئة
فليتقِ الله وليرتدع
لانه سيحاسب يوم لا ينفع الندم
وسنذكر بعض مظاهر الغش التى أصبحت فى زماننا موهبة وشطارة وذكاء
ولنبدأ بالأسواق وما أدراك ما الأسواق غش وكذب ونفاق وزور وتلاعب إلا من رحم الله ،
والأسواق كثيرة منها
أسواق الذهب
،فبعض الصائغين يخلط مع الذهب نحاساً ونحوه،
ثم يبيعه على أنه كله ذهب ،وبعضهم يعمد إلى شراء ذهب مستعمل نظيف،
ثم يعرضه للبيع بسعر الجديد دون أن يُنبّه المشتري على انه مستعمل
وأسواق الخضار
،يعرض لك الفاكهة والخضار الطازجة أعلى القفص
فيظن المشترى أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه.
وأسواق الملابس
وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة
ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا مخيط
بل ويحلف بالله إنه لجديد وما هو بجديد
أو يبيعك الثوب بضغف ثمنه
وأسواق السيارات
إذا كان معه سيارة يريد بيعها، ويعلم فيها خللاً خفياً،
قال لمن يريد شراءها: هذه السيارة أمامك جرّبها إن أردتها
ولا يخبره بشيء عنها.. ولعَمر الله إنه لغش وخداع
وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع فيها غيره .
والغش فى الزواج أدهى وأمر
فقد يقدم بعض الآباء للمتقدم لإحدى بناته ابنته الصغيرة البكر،
ويوم البناء- - يجدها الكبيرة الثيب، فيجد بعضهم
لا مناص ولا هروب من هذا الزواج ،
وبعض الآباء قد يخفي مرضاً أو عيباً في ابنته ولا يبينه للخاطب
ليكون على بينة ، فإذا دخل بها اكتشف ما فيها من مرض أو عيب
،ومن الغش في الزواج أن يعمد الخاطب إلى التشبع بما لم يعط، فيُظهر
أنه صاحب جاه وأنه يملك من العقارات والسيارات الشيء الكثير.
بل ويسعى إلى استئجار سيارة فارهة تكلف المئات من الجنيهات ليظهر
بأنه يملك، ولا يملك في الحقيقة شيئاً.
ومن الغش كذلك أن يعمد بعض الناس إلى تزكية الخاطب عند من
تقدم لهم، ومدحه والإطراء عليه وأنه من المصلحين الصالحين،
مع أن هذا الخاطب لا يعرف للمسجد طريقاً.
وبعض الأولياء يعمد إلى تزويج موليته دون بذل جهد في معرفة
حال الخاطب وتمسكه بدينه وخلقه.. وفي هذا غش للزوجة وظلم لها.
والغش فى النصيحة
من حق الأخُوّة بين المؤمنين أن يتفانى الأخ في نصح أخيه ويمحص له ذلك،
روى الحافظ أبو القاسم الطبراني بإسناده أن جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه- أمر مولاه أن يشتري له فرساً، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم، وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن، فقال جرير لصاحب الفرس- وانظر إلى النصيحة: فرسك خير من ثلاثمائة درهم، أتبيعه بأربعمائة درهم؟ قال: ذلك إليك يا أبا عبد الله. فقال: فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة، وصاحبه يرضى وجرير يقول: فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة فاشتراه بها. فقيل له في ذلك فقال: إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم.
الغش في الرعية:
عن معقل بن يسار المزني- رضي الله عنه- أنه قال في مرضه الذي مات فيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
« ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة » [رواه البخاري ومسلم واللفظ له].
وأحد لفظي البخاري: « ما من مسلم يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة »
فهذا وعيد شديد يدخل في كل من استرعاه الله رعيّة سواءً كانت صغيرة أم كبيرة، ابتداءً من أفراد الأسرة إلى الحاكم، فيجب على الكل النصح لرعيته وعدم غشهم.
الغش فى الإمتحان
الغش فى الإمتحانات ومعناه هو أن يحصل الطالب على أي معلومة
ليست فى ذهنه وليست من ثمار جهده ، سواءٌ تحصل عليها من
زميلهِ أو أستاذه أو غشها من كتاب أو من قُصاصات صغيرة ،
وغير أن الغش محرم شرعاً وهذا يكفى لنرتدع ونتوب فله أضرار أجتماعية
فالغش يُعَود الطالب على الكسل والاعتماد على غيره بدلاً من
الاعتماد على نفسه ،ويمُكن الطالب الفاشل من الحصول على
شهادة علمية يتخذها وسيلة للحصول على عمل لا يتقنه ولا يُحسنه ،
أنه يُعَود الطالب بعد تخرجه على السلبية وعدم المبالاة وعدم
الإحساس بالمسئولية فمثلا إذا كان شرطياً في الجمارك فإنه لايبالي
بما يدخل أمامه إلى بلاده من أنواع السموم والمخدرات
والخمور وغيرها من المفسدات التي تضر بالفرد و المجتمع
وإذا كانت مُعلمة فى مدرسة لا تبالى بمن غش فى الامتحان وربما ساعدتهم بنفسها وهيأت لهم الجو المناسب للغش
فى حين تجد المُعلمة التى نجحت بمجهودها لا تحب الغش ولا تساعد عليه ولا ترضى به.
وهذه فتوى أهديها الى كل طالب أو طالبة تمارس الغش في الامتحانات
السؤال:
ما هو حكم الغش في الامتحانات الجامعية ، مع العلم أن العلوم التي تدرس هي علوم دنيوية ، وأن الجامعة غير إسلامية بالمفهوم الإسلامي ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فالغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غشنا فليس منا" أخرجه مسلم عن أبي هريرة وأخرج عنه أيضاً "من غش فليس مني". وأخرج الطبراني أيضاً "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار" وهذا يعم كل غش وكل خديعة وكل مكر في أي مجال كان وفي حق أي شخص كما يتبين من ألفاظ الحديث. ومما يزيد هذه الأخلاق قبحاً أنها من صفات المنافقين المميزة لهم كما قال تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) [سورة البقرة الآية: 9]. وبهذا تعلم أن الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دينية أو دنيوية لعموم الأحاديث المتقدمة ثم إن الطالب الذي يجتاز الامتحان يحصل على شهادة، وبموجب هذه الشهادة يتولى مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو غيرهما، ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابله مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة؟ هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة، فالغش في الامتحانات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. والكل محرم. والله أعلم.
وكلما دعتك نفسك لترجع إلى الغش تذكر
وحتى أساعدك يا عبد الله أريد أن أنبهك على مضار الغش ومنها :
أنه يؤدي إلى حرمان إجابة الدعاء لك وحرمان بركة المال والعمر
أن من يفعل هذا العمل الشنيع دليل على نقصان الإيمان في قلبه
أنه طريق موصل للنار
كره الناس للغاش وتجنبه
أنه دليل على دناءة النفس وخبثها
براءة النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله وذلك في قوله
(( من غشنا فليس منا ))
الغش المنتشر فى المجتمع الإسلامى يشوه صورة
الاسلام لدى غير المسلمين
الوقوع في المجاهرة عند التحدث بالذنب
الغش سبب في ايجاد مجتمع فاشل في كافة المجالات
كسب الحرام من وراء شهادة مزيفة أو بضاعة مغشوشة
الغش خيانة للأمانة وضياع للأمة
ضعف التحصيل العلمي لدى الغاش
إيجاد الشحناء والبغضاء
هذه البعض من مضار الغش ذكرتها لك ولعلها توقظك من غفلتك
ها قد علمت مضار الغش وما تسببه لك من متاعب في الدنيا والآخرة
فاذا كنت ممن ابتلاهم الله بهذ الصفه الذميمة وحاولت الاقلاع عنها
ولم تستطع فتابع معي خطوة خطوة طرق علاج الغش
لعلها تفيدك وتقلعك عن هذا الفعل الذميم وأيضاً حتى تربي أبنائك
على عدم فعل ذلك وتنصحهم
طرق علاج الغش
تقوية الدوافع الايمانية لدى الاشخاص
فالقلوب المملوئه بحب الله لا تقدم على الغش لمعرفتها بانه ي
سخط الله وعمل يؤدى الى غضب الله
تربية الابناء منذ الصغر على التحلى بالأمانة وعدم
قبول اى عمل فيه من المكر والغش منذ النشأة الاولى
تقوية القدرات لدى البعض ممن يغش من اجل اظهار انه ليس
اقل من احد وعدم القاء اللوم على المقصر الا بعد دراسة اسباب
هذا التقصير
فرض عقوبات على الغش والغشاشين بداية من الطالب
حتى التاجر والعامل والصانع ومنع المكافأت والحوافز لهم
نشر ثقافة العمل والاتقاب الذي حث عليه الاسلام ونبذ فكرة
التكاسل والاعتماد على الغير
نشر ثقافة عدم قبول الاشياء المغشوشة من البضائع والاطعمة
وحتى الافكار المغلوطة وتثقيف كل فرد فى المجتمع بحقه فى الحصول
على منتج جيد وكذلك حقه فى عمله وجهده
والآن هل ما زلت مصراً على فعل هذا الأمر الشنيع ؟؟؟
وأهديك مني نصيحة
لا تجعل الله أهون الناظرين اليك
واذا كنت تريد أن يوفقك الله وأن يستجيب دعائك
فهيا قل كفاني غشاً .... كفاني خداعاً
وفي آخر قولي أهديك أيضاً
درس بعنوان
النهي عن الغش والخداع