السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأملات من
القرآن والسنة
|
الشكل (8): منظر ترسيمي للجنين (في الأعلى) وهو يبدو على شكل دودة العلق |
تستغرق عملية
التحول من نطفة إلى علقة أكثر من 10 أيام حتى تلتصق النطفة الأمشاج (البيضة
الملقحة) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري
ولهذا استعمل البيان القرآني حرف
العطف
(ثم) في الآية الكريمة
(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً)
(سورة
المؤمنون14)
الذي يفيد التتابع مع التراخي .
والعلقة
لغوياً لها معاني عدة:
1- الدودة العلقة Leech
التي
تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات
الأخرى .
2- شيء متعلق بغيره.
3- الدم المتخثر أو المتجمد .
وهذه المعاني
جميعاً منطبقة تماماً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم فهو
يبدو على شكل دودة العلق ( Leech ) كما نرى في (الشكل وهو متعلق أيضاً بجدار الرحمً
عن طريق حبل السرة (الشكل 9) ،
و تنشأ بداخله الأوعية الدموية على شكل شبكة جزر مغلقة معطية
إياه مظهرعلقة الدم المتجمد (الشكل 10).
ثم يتم التحول سريعاً من علقة إلى مضغة خلال
يومين (من اليوم 24 إلى اليوم 26) لهذا وصف القرآن هذا التحول السريع
باستخدام حرف العطف (ف) الذي يفيد التتابع السريع للأحداث (ً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) (سورة المؤمنون14). إذاً حتى استعمال حروف العطف
المختلفة كانت له دلالات بيانية إعجازية عكست اختلاف المراحل الجنينية .
وطور العلقة هو الطور الثاني إذاً من أطوار
المراحل الجنينية وقد ذكر في القرآن في مواضع عديدة ، قال تعالى
(أَلَمْ
يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ
فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى)
(القيامة: 37-39)وقال في سورة سميت بسورة العلق(خلق الإنسان من علق)(العلق2).
وعودة على موضوع الشريط الأولي الذي هو أول مايخلق في الجنين
ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة
وفي نهاية الأسبوع 3 يضمر الشريط الأولي ويتوضع ما يتبقى منه في
المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقري مبقياً على بقايا للخلايا
الأم في هذه المنطقة
، وهذا مصداق لقول الرسول (ص) كما روى عنه أبو
هريرة في مسند أحمد ( كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إلاّ عجب الذنب ، منه
خُلق وفيه يُركب) فالخلايا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم تتوضع في "عجب
الذنب" أي العظم العصعصي ومنها يخلق الإنسان ، صدق رسول الله !
الشكل (10): شبكة الأوعية الدموية المغلقة تجعل الجنين يبدو كعلقة الدم المتجمد | وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام : |
لماذا تعرض
الرسول (صلى الله عليه وسلم) لقضية
علمية في
زمن لم يكن لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء بهذا العلم لو لم يكن موصولاً
بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض ؟وللإجابة
على ذلك نقول بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من
الأيام إلى معرفة مراحل الجنين وسوف يتعرف على دور الشريط الأولي ، فألهم
خاتم أنبيائه النطق بهذه الحقيقة ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته
ورسالته ما يكون ملائماً لكل زمان وعصر.
المضغة:
الحقائق العلمية:
يتحول الجنين من طور العلقة إلى بداية طور
المضغة ابتداءً من اليوم 24 إلى اليوم 26 وهي فترة وجيزة إذا ما قورنت بفترة تحول
النطفة إلى علقة.يبدأ
هذا الطور بظهور الكتل البدنية (Somites) في اليوم الرابع
والعشرين أو الخامس والعشرين في أعلى اللوح الجنيني، ثم يتوالى ظهور هذه الكتل
بالتدريج في مؤخرة الجنين. وفي اليوم الثامن والعشرين يتكون الجنين من عدة فلقات
تظهر بينها آخاديد مما يجعل شكل الجنين شبيهاً بالعلكة الممضوغة ، ويدور الجنين
ويتقلب في جوف الرحم خلال هذا الطور الذي ينتهي بنهاية الأسبوع السادس.ويجدر
بالذكر ان مرحلة المضغة تبدأ بطور يتميز بنمو و زيادة في حجم الخلايا بأعداد كبيرة
أي تكون المضغة كقطعة من اللحم لاتركيب مميز لها وبعد أيام قليلة يبدأ الطور الثاني
وهو طور التشكيل (التخلق) حيث يبدأ ظهور بعض الأعضاء ، كالعينين واللسان (في
الأسبوع 4) والشفتين (الأسبوع 5) ولكن لا تتضح المعالم إلاّ في نهاية الأسبوع 8 .
وتظهر نتوءات الأطراف (اليدين والساقين) في هذا الطور.
يتبع