من حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره ونجلّه، فقد أمر الله تعالى بذلك في قوله سبحانه: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول: " أما انتهاك عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه مناف لدين الله بالكلية، فإن العرض متى انتهك سقط الاحترام والتعظيم، فسقط ما جاء به من الرسالة، فبطل الدينُ. فقيام المدح والثناء عليه والتعظيم والتوقير له، قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله، وإن كان ذلك، وجب علينا أن ننتصر له ممن انتهك عرضه.." ، وقال الإمام السُّبكي في مطلع كتابه "السيف المسلول على من سبّ الرسول": (وكان الداعي إلى تصنيف الكتاب أن فتيا رُفعت إليّ في نصراني سبّ ولم يسلم، فكتبتُ عليها: يُقتل النصراني المذكور، كما قَتل النبيُّ صلى الله عليه وسلم كعبَ بن الأشرف، ويُطهّر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * * * حتى يُراق على جوانبه الدم
ثم قال: وليس لي قدرة أن أنتقم بيديّ من هذا السّاب الملعون، والله يعلم أن قلبي كارهٌ منكر، ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب هاهنا، فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم، وأسال الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه، وأن ينجِّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء، إنه عفوّ غفور
تحميل
السيف المسلول على من سب الرسول
أرسل لصديق