المصدر : أسيرة محررة تروي تجربتها مع التفتيش العاري في سجون الاحتلال
رغم الأوضاع الإنسانية المزرية وكثرة الإجراءات
المهينة التي تعاني منها الفلسطينيات في سجون الاحتلال إلا أن أكثر ما
يؤلمهن هو "التفتيش العاري" الذي يخضعن له بشكل شبه دوري.
الأسيرة المحررة إحسان دبابسة التي عانت من مرارة
هذا الإجراء تؤكد في تصريحات لإسلام أون لاين أن: "أكثر ما يقلق الأسيرات
هو استمرار هذه السياسة الحاطة بكرامة الإنسان وهي التفتيش العاري".
وتساءلت إلى متى "ستبقى حرائر فلسطين تهان وتعذب بهذا الشكل ولا يوجد من يحرك ساكنا؟".
وتروي آخر عملية تفتيش عار تعرضت لها قبل أيام من
الإفراج عنها قائلة: "قبل عشرة أيام داهمت قوة من الجنود ترافقهم مجندة
غرف الأسيرات، وأجرت فيها تفتيشات دقيقه جدا بدعوى البحث عن هاتف نقال،
وأخذت تفتش الأسيرات كل واحدة منهن على حدة تفتيشا دقيقا وعاريا، وكلما
حاولت الأسيرة رفض ذلك هددتها بإخراجها عارية أمام الجنود".
وردا على سؤال عن أوضاع الأسيرات في شهر رمضان
فأجابت إن: "أوضاعهن المعيشية مزرية للغاية؛ بسبب كثرة التفتيشات الليلية
المزعجة لهن دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل".
وتضيف إحسان: "الأسيرات يعشن في غرف وزنازين رطبة تكثر فيها الحشرات والصراصير، ولا تقدم لهن وجبة سحور والغذاء المقدم لهن سيئ جدا".
معاناة أخرى
وتطرقت إحسان دبابسة إلى معاناة أخرى للأسيرات وهي
خاصة بالأمهات منهن؛ حيث يحرمن من زيارة أبنائهن الكبار، موضحة أن الزيارة
المسموح بها لهن تكون لأطفالهن الصغار الذين لا يستطيعون الحديث معهن.
وتعاني الأسيرة قاهرة السعدي المحكوم عليها بثلاث مؤبدات والأسيرة زهو حمدان المحكوم عليها بثماني سنوات من ذات المشكلة.
أما الأسيرة فاطمة الزق (أم محمود)، فمعاناتها أصعب
من أي أسيرة خاصة في رمضان فهي لم تر أبناءها منذ لحظة اعتقالها قبل سنوات
وتعيش على أمل رؤيتهم ومعرفة مصيرها في ظل عدم إصدار حكم عليها حتى الآن.
الحالة الصحية
وعن الحالة الصحية للأسيرات تقول إحسان إنها:
"متدهورة.. فالعديد منهن يعانين من آلام في المعدة وهناك الأسيرة زهور
حمدان وريما دراغمه تعاني من الضغط ولكن دون جدوى، فلا يوجد سوى المسكنات
مما ضاعف معاناة الأسيرات خاصة في رمضان".
وتوضح أن: "الغذاء المقدم لهن في رمضان سيئ جدا،
ولا يسد الرمق، فلا توجد وجبة فطور أو سحور والوجبة المقدمة لا تكفي أحدا،
ومطهية بشكل سيئ مما يضطر الأسيرات لشراء طعامهن على حسابهن الخاص من
الكانتينات التي تبيع لهن بأسعار باهظة الثمن فمبلغ 200 شيكل (53 دولار)
لا يكفي لسد احتياجات الأسيرة الضرورية".
كما تشير الأسيرة المحررة إلى أن: "الرسائل لا تصل
إلى الأسيرات إلا في وقت متأخر جدا.. فأنا على سبيل المثال أرسل لي أهلي
رسائل في رمضان العام الماضي وصلتني قبل الإفراج في رمضان من العام
الحالي".
تسليط الضوء
وبعد أن سردت معاناة الأسيرات وجهت إحسان رسالة
حملتها من أخواتها القابعات في السجن إلى كل أحرار العالم وإلى فصائل
المقاومة الآسرة للجندي الصهيوني جلعاد شاليط تطالبهم بألا "تتركوا نساءكم
وحرائركم خلف القضبان وتحت يد عدو لا يرحم".
كما طالبت كل الصحفيين والإعلاميين تسليط الضوء
أكثر على معاناة الأسيرات، خاصة في ظل استمرار سياسة التفتيش العاري
والعمل على فضح تلك الانتهاكات.
ورغم هذه الأوضاع تؤكد إحسان أن "معنويات الأسيرات عالية جدا، وكلهن أمل أن تتم صفقة تبادل أسرى بشاليط في أقرب وقت ممكن".
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 11 ألف أسير
فلسطيني، من بينهم 57 أسيرة تعشن في ظروف هي الأسوأ مقارنة بظروف الأسرى
من الرجال السيئة بطبيعتها. والكثير من هؤلاء الأسرى نشطاء سياسيون
وقيادات وكوادر للمقاومة وهم معتقلون منذ أعوام دون محاكمة.