الســؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
حياكم الله جميعا وبارك فيكم على هذه الخدمة الرائعة التي تنالون عليها ثوابا كبيرا عند الله تعالى بمشيئته.
أنا شاب في
ال 25، حالتي تخص الوخز في النصف الأيمن من الرأس، وقد بدأت الحالة منذ 7
أيام تقريبا حيث عطست، وبعد قليل أحسست بوخز غير مؤلم في مؤخرة الرأس،
ومنذ ذلك الوقت يعاودني نفس الشعور بالوخز في الرأس لكنه ينتقل بعض المرات
إلى الأمام وبالتحديد في وسط الرأس في الجهة اليمنى فقط..
حاولت
القيام ببعض الحركات للرأس والعنق فأحسست أن الجهة اليمنى من الرقبة
وبالتحديد في منطقة التقائها بالجمجمة أن هناك ألما بسيطا، أحس به حين
الضغط على المكان أو تحريك الرأس إلى اليسار أو اليمين أحيانا.. يشبه ألم
النوم في وضعية غير ملائمة..
الوخز ليس
ألما أو صداعا، لكني أحس أن الجهة اليمنى من الدماغ وكأنها أثقل من
اليسرى، وتتوالى الوخزات في هذه الجهة طول النهار لكن في فترات متباعدة..
مع العلم
أنه لا وجود لأي أعراض أخرى مثل الغثيان أو ارتفاع درجة الحرارة أو
الحساسية من الضوء وما إلى ذلك .. وحينما أنهض في الصباح أحس وكأنه ليست
لي رغبة في تناول الطعام، وكأن الشهية ليست مفتوحة..
الوخز لا
يسبب أي عائق في الحياة اليومية، سوى أنه يكون مصدرا للشكوك والوساوس خاصة
في انتقاله أحيانا للجهة اليسرى أو إلى الأمام، كما أنني أحسست اليوم بأن
هناك انسدادا مفاجئا في أذني اليسرى لم يحدث من قبل قط، استغرق في مرتين
حوالي ثانيتين، وفي مرة ثالثة إلى مدة أطول قد تكون 15 دقيقتين، على ما
أظن .. ثم بعد ذلك بساعات أحسست بنوع من الألم الدفين أو الخافت في الأذن
اليمنى .. فهل له علاقة بذلك؟
أرجو من
سيادتكم طمأنتي وتوضيح ماهية المشكلة التي أعاني منها .. واقتراح أي علاج
من الممكن أن يساعد في اختفائها.. وكما قلت، فإن المشكلة ليست مؤثرة على
الحياة اليومية، فقط تتسبب في الوساوس والقلق من وجود أورام أو سحايا أو
شيء من هذا القبيل.
حفظ الله جميع المسلمين..
وبارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم إن شاء الله تعالى..
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
فقد بدأت
هذه الحالة عندك بعد أن عطست، وهذا الشعور بالألم أو الوخز البسيط غير
المؤلم في مؤخرة الرأس والذي أصبح يتنقل بعد ذلك إلى مناطق أخرى في الرأس،
أقول لك أنه في الغالب يكون ناتجًا من تمزق عضلي بسيط حدث لك أثناء العطس،
ونتج عن ذلك انقباضات عضلية، ويعرف أن هذه المنطقة بها الكثير من العضلات
والأربطة التي يسبب انشدادها وانقباضها شعور بالألم أو الوخز أو عدم
الارتياح عام، أعتقد أن هذا هو الذي حدث لك وليس أكثر من ذلك.
من الطبيعي
أن يسبب لك هذا العرض البسيط نوعاً من الشكوك والوساوس والقلق لأن الإنسان
بطبيعته جُبل على الخوف من الأمراض خاصة في زمننا هذا الذي كثرت فيه
الأمراض ووسائل الفحوصات التي أصبحت تكشف أمراضًا ربما لم يكن من الممكن
تشخيصها فيما مضى.
بالنسبة
لما تشعر به من انسداد مفاجئ في الأذن وما تحس به من ألم دفين في الأذن
اليمنى، أعتقد أن ذلك مرتبط أيضًا بما حدث من انشداد أو تمزق أو انقباض
للعضلات وليس أكثر من ذلك.
حقيقة أنا
أعرف أن الناس لا يطمئنون إلا إذا قاموا ببعض الفحوصات، فليس هنالك دليل
يشير بإذن الله تعالى أنه توجد حالة خطيرة أو ذات بال كبير، ليس هنالك ما
يدل على وجود أورام أو التهابات أو شيء من هذا القبيل، نسأل الله لك الحفظ
والعافية ولنا ولجميع المسلمين.
إذا أردت
أن تقوم بإجراء صورة مقطعية للرأس إذا كان ذلك متيسرًا فلا بأس في ذلك،
لأن بعض الناس قد تساورهم شكوك ووساوس، وهذا يجعلهم في حالة قلق.
المنهج
الثاني والذي أفضله أنني سوف أصف لك أدوية بسيطة جدًّا علاج يعرف تجاريًا
باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، يمكن أن
تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا في الصباح وخمسين مليجرامًا في المساء لمدة
شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله الدواء.
الدوجماتيل
يساعد في علاج القلق والتوتر، خاصة هذه الأعراض التي نسميها بالنفسوجسدية،
وبجانب الدوجماتيل يجب أن تأخذ أحد مسكنات الآلام الاسترخائية مثل عقار
يعرف باسم (بيزارول Beserol)، تناول حبتين ليلاً لمدة ثلاثة ليالٍ، ثم حبة
واحدة لمدة ثلاث ليالٍ أخرى، ثم بعد ذلك اتركه. وبديل البيزارول هو
مسكادول Muscadol ، وربما تكون هذه الأدوية موجودة في منطقتكم تحت مسميات
أخرى. عمومًا هي أدوية بسيطة جدًّا، وإذا تحصلت على المسكادول استعمله
بنفس طريقة البيزارول.
بقي أن
أقول لك أن هنالك أمراً هاماً وضرورياً جدًّا وهو أن تحاول أن تنام في وضع
صحي ومريح، ولا تستعمل أكثر من وسادة، يجب أن تكون المخدة من النوع
الخفيف، هذا يجعل عضلات الرقبة والكتفين وكذلك الرأس في وضع مريح، لأن
الذين يستعملون أكثر من وسادة (مخدة) دائمًا يشتكون من آلام في الكتفين
وكذلك الرأس والرقبة، وشعور بعدم ارتياح،وهذا ناتج بالطبع من الانشداد
العضلي الذي يحدث عند النوم في مواضع أو مواقع خطأ.
هذا هو
الذي أراه، وسيكون أيضًا من المفضل أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضية
البسيطة، وأرجع مرة أخرى وأتحدث عن الصورة المقطعية، فربما يكون من الأسهل
لك أن تجرب هذه لمدة أسبوعين، وإذا لم يحدث أي تحسن فهنا حقيقة أنصحك بعدم
الصورة، وإن كنت لا أشك أنه يُوجد أي علة رئيسية، إلا أن الاطمئنان ضروري
من خلال عمل هذه الصورة.
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
المجيب : د. محمد عبد العليم
المصدر الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/istisha....php?id=294909