بسم الله الرحمن الرحيم
ابن باز : " لا إله
إلا الله " أفضل الكلام، وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها
الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم. فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال:
((قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، قال تعالى:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[1] وكل رسول يقول لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ[2]،
فهي أساس الدين والملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها، فهي تعني: أنه لا
معبود بحق إلا الله. ولها شروط، وهي: العلم بمعناها، واليقين وعدم الشك
بصحتها، والإخلاص لله في ذلك وحده، والصدق بقلبه ولسانه، والمحبة لما دلت
عليه من الإخلاص لله، وقبول ذلك، والانقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع
البراءة من عبادة غيره واعتقاد بطلانها، وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا
الله وصحة معناها. يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله،
ومع الانقياد للحق وقبوله، والمحبة لله وتوحيده، والإخلاص له وعدم الشك في
معناها، فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمناً بها كالمنافقين الذين يقولونها
وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين، وصدق وإخلاص، ومحبة وانقياد،
وقبول وبراءة، وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقـياد والقبـول لـها
وزيد ثامنها الكـفران منك بما
سوى الإله من الأشياء قد أُلِها
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
[1] سورة الأنبياء الآية 25.
[2] سورة الأعراف من الآية 59.
نشر في مجلة الدعوة العدد 1018 يوم الاثنين 29 / 3 / 1407هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث