رايات إسلامية

تعريف العقيـــدة 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تعريف العقيـــدة 829894
ادارة المنتدي تعريف العقيـــدة 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رايات إسلامية

تعريف العقيـــدة 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تعريف العقيـــدة 829894
ادارة المنتدي تعريف العقيـــدة 103798

رايات إسلامية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رايات إسلامية

معا لتقديم أفضل الخدمات على نهج أهل السنة والجماعة

شريط إعلانات الإدارة
      تعريف العقيـــدة Moz-screenshotإدارة منتديات رايات إسلامية ترحب بالسادة الزائرين والأعضاء وتتمنى لكم أن تفيدوا وتستفيدوا
تعريف العقيـــدة C5c3bc10
  إدارة المنتدى تعتذر عن الإعلانات فى أعلى وأسفل المنتدى فليس لنا دخل فيها فهى موضوعة من أصحاب السيرفر
جدد نيتك بالتواجد فى المنتدى ولا تجعله يلهيك عن أداء الصلوات والواجبات الأخرى

2 مشترك

    تعريف العقيـــدة

    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:04 pm

    تعريف العقيـــدة 1eqv4m


    أما بعد:
    المبحث الأول: معنى العقيدة لغة واصطلاحا
    المبحث الثاني: أسماء علم العقيدة
    المبحث الثالث: موضوعات علم العقيدة
    المبحث الرابع: مصادر علم العقيدة
    المبحث الخامس: خصائص العقيدة الإسلامية
    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1
    المبحث الأول: معنى العقيدة لغة واصطلاحا
    المطلب الأول: معنى العقيدة لغة
    المطلب الثاني: معنى العقيدة اصطلاحا
    المطلب الثالث: تعريف العقيدة الإسلامية

    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1
    المطلب الأول: معنى العقيدة لغة
    العقيدة في اللغة: من العقد؛ وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق،
    والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات؛ ومنه اليقين والجزم. والعقد
    نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح، قال الله
    تبارك وتعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
    وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89].
    والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما
    يقصد به الاعتقاد دون العمل؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد
    وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به؛ فهو عقيدة، سواء كان حقاً، أم
    باطلاً
    الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري -
    ص29
    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1
    المطلب الثاني: معنى العقيدة اصطلاحا

    و(العقيدة) في الاصطلاح: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن
    إليها النفس؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك. أي:
    الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً
    للواقع، لا يقبل شكاً ولا ظنا؛ فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا
    يسمى عقيدة. وسمي عقيدة؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه
    الوجيز في عقيدة السلف الصالح لعبد الحميد الأثري - ص30
    هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته،
    والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما
    جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه
    السلف الصالح. والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله
    صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع
    مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد
    الكريم العقل - ص9
    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1

    المطلب الثالث: تعريف العقيدة الإسلامية


    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1.


    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    التوحيد


    من ذلك: كتاب (التوحيد في
    الجامع الصحيح) للبخاري، (ت: 256هـ) وكتاب (التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن
    خزيمة (ت: 311هـ). وكتاب (اعتقاد التوحيد) لأبي عبدالله محمد بن خفيف(ت:
    371هـ). وكتاب (التوحيد) لابن منده (ت: 359هـ). وكتاب (التوحيد) للإمام
    محمد بن عبدالوهاب (ت: 1115هـ).
    لأنه يدور على توحيد الله
    بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة
    وهو غايتها، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً.



    تعريف العقيـــدة Ng35abتعريف العقيـــدة Ng35ab


    أصول الدين

    من ذلك: كتاب (أصول الدين)
    للبغدادي (ت: 429هـ). و(الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة (ت:
    378هـ). و(الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري (ت: 324هـ).
    والأصول هي أركان الإيمان
    وأركان الإسلام، والمسائل القطعية وما أجمع عليه الأئمة.


    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    [center]الفقه الأكبر

    من ذلك: كتاب
    (الفقه الأكبر) المنسوب لأبي حنيفة (ت: 150هـ) وهو يرادف أصول الدين، مقابل
    الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية.


    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    الشريعة

    من ذلك: كتاب (الشريعة)
    للآجري (ت: 360هـ). و(الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية) لابن بطة (ت:
    378هـ) أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدى وأعظمها أصول الدين.



    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    الإيمان

    ويشمل سائر الأمور
    الاعتقادية
    هذه هي أشهر إطلاقات أهل
    السنة على علم العقيدة، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع، كبعض الأشاعرة
    وأهل الحديث منهم بخاصة.
    وهناك اصطلاحات أخرى
    تطلقها الفرق -غير أهل السنة- على هذا العلم، من أشهر ذلك:


    تعريف العقيـــدة Www.uaekeys.com1

    1-علم
    الكلام


    من ذلك: (شرح المقاصد في
    علم الكلام) للتفتازاني (ت:791هـ) وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق
    المتكلمة، كالمعتزلة والأشاعرة، ومن يسلك سبيلهم، وهو لا يجوز لأن علم
    الكلام حادث مبتدع، ويقوم على التقول على الله بغير علم، ويخالف منهج السلف
    في تقرير العقائد.



    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    2-الفلسفة

    عند الفلاسفة ومن سلك
    سبيلهم، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة لأن الفلسفة مبناها على الأوهام
    والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب المحجوبة.



    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    3-التصوف

    عند بعض المتصوفة
    والفلاسفة، والمستشرقين ومن نحا نحوهم، وهو إطلاق مبتدع لأنه ينبني على
    اعتبار شطحات المتصوفة ومزاعمهم وخرافاتهم في العقيدة.



    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    4-الإلهيات

    عند أهل الكلام والفلاسفة
    والمستشرقين وأتباعهم وغيرهم، وهو خطأ، لأن المقصود بها عندهم فلسفات
    الفلاسفة، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - تعالى -.



    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    5-ما وراء الطبيعة

    أو (الميتافيزيقيا) كما
    يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ومن نحا نحوهم، وهي قريبة من معنى
    الإلهيات. ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار (عقائد)
    وإن كانت باطلة أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي، فإن للعقيدة مفهوماً
    صحيحاً هو الحق، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة
    الثابتة، وإجماع السلف الصالح
    مباحث
    في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص10[/center]
    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:06 pm

    المبحث
    الثالث: موضوعات علم العقيدة

    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    الإيمان،
    والإسلام، والغيبيات، والنبوات، والقدر، والأخبار، وأصول الأحكام القطعية،
    وسائر أصول الدين والاعتقاد، ويتبعه الرد على أهل الأهواء والبدع وسائر
    الملل والنحل الضالة، والموقف منهم
    مباحث
    في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم العقل - ص10


    تعريف العقيـــدة Ng35ab



    وموضوع
    علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة يدور على أمور منها: بيان حقيقة
    الإيمان بالله تعالى وتوحيده، وما يجب له تعالى من صفات الجلال والكمال، مع
    إفراده وحده بالعبادة دون شريك، والإيمان بالملائكة الأبرار والرسل
    الأطهار، وما يتعلق باليوم الآخر والقضاء والقدر، كما يدور على ضد التوحيد
    وهو الشرك وهو الكفر وبيان حقيقتهما وأنواعهما، وقد يقال إن موضوع علم
    التوحيد يدور على محاور ثلاثة، وذلك على النحو التالي:
    1- ذات الله تعالى أو
    الإلهيات، والبحث في ذات الله تعالى من حيثيات ثلاث، ما يتصف به تعالى...
    وما يتنزه عنه... وحقه على عباده....
    2- ذوات الرسل الكرام أو
    النبوات والبحث فيها من الحيثيات التالية: ما يلزم ويجب عليهم... ما يجوز
    في حقهم... ما يستحيل في حقهم... ما يجب على أتباعهم.
    3- السمعيات أو الغيبيات:
    وهو ما يتوقف الإيمان به على مجرد ورود السمع أو الوحي به، وليس للعقل في
    إثباتها أو نفيها مدخل كأشراط الساعة وتفاصيل البعث... والبحث في السمعيات
    أو مسائل الغيب يكون من حيث اعتقادها وهو يقوم على دعامتين: الإقرار بها مع
    التصديق ويقابله الجحود والإنكار لها، الإمرار لها مع إثبات معناها
    ويقابله الخوض في الكنه والحقيقة، ومحاولة التصور والتوهم بالعقل بعيدا عن
    النقل.
    وضابط السمعيات: أن العقل
    لا يمنعها ولا يحيلها، ولا يقدر على ذلك، ولا يقدر أن يوجبها ولا يحار في
    ذلك، فمتى ما صح النقل عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن
    الواجب اعتقاد ذلك والإقرار به، ودفع كل تعارض موهوم بين شرع الله وهو
    الوحي وبين خلقه وهو العقل،... والقاعدة الذهبية هو أنه لا يتعارض وحي صحيح
    مع عقل صريح عند التحقيق
    علم
    التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري - ص108




    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:11 pm

    المبحث الرابع: مصادر علم العقيدة

    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    تمهيد

    العقيدة لها مصدران أساسيان، هما: كتاب الله تعالى (القرآن الكريم). وما صح
    من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق
    عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى. وإجماع السلف الصالح: مصدرٌ مبناه على
    الكتاب والسنة.
    أما الفطرة والعقل السليم فهما مؤيدان يوافقان الكتاب والسنة، ويدركان أصول
    الاعتقاد على الإجمال لا على التفصيل، فالعقل والفطرة يدركان وجود الله
    وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال على وجه
    العموم. كما أن العقل والفطرة السليمين يدركان ضرورة النبوات وإرسال الرسل،
    وضرورة البعث والجزاء على الأعمال، كذلك، على الإجمال لا على التفصيل.
    أما هذه الأمور وسائر أمور الغيب، فلا سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل
    إلا عن طريق الكتاب والسنة (الوحي)، وإلا لما كانت غيباً وتعارض النص
    الصريح من الكتاب والسنة مع العقل الصحيح (السليم) غير متصور أصلاً، بل هو
    مستحيل، فإذا جاء ما يوهم ذلك فإن الوحي مقدم ومحكم. لأنه صادر عن المعصوم -
    صلى الله عليه وسلم - والعقل لا عصمة له، بل هو نظر البشر الناقص. وهو
    معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والجهل والعجز، فهو قطعاً ناقص

    مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد
    الكريم العقل - ص28


    إن علم التوحيد يستمد من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، وذلك بمعرفة مناهج
    الاستنباط، وطرائق الاستدلال، واستخراج الأحكام عند أهل السنة، وهذا يلزم
    له إلمام بالعربية التي هي لسان الوحي، قرآنا وسنة، وبها نطق أهل العلم في
    الأمة من السلف الصالح، كما يلزم له إدامة نظر في كتب الشروح والتفسير
    المأثور للقرآن والحديث، مع بلوغ غاية من علم الأصول، إذ هو سبيل الوصول
    إلى معرفة الأحكام الشرعية، العقدية والعملية، التي هي مناط السعادة
    الدنيوية والأخروية.
    أنواع أدلة علم التوحيد:
    وأما أنواع أدلة علم التوحيد المرضية، فهذا ما سنفصل فيه القول لعظيم
    أهميتها؛ وذلك لأن علم التوحيد أوثق العلوم الشرعية دليلاً، وأصرحها
    برهانا، وأظهرها بياناً، تقوم دعائم دلائله على صحائح المنقول، والإجماع
    الصحيح المتلقى بالقبول، ثم صرائح وبراهين المعقول، والفطرة المستقيمة
    السالمة من الانحراف، وهذه إشارة إلى أنواع هذه الأدلة التي يؤيد بعضها
    بعضا

    علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري -
    ص133


    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    المصدر الأول: النقل الصحيح


    إن صحائح المنقول تشمل الكتاب العزيز والسنة الصحيحة، قال تعالى:
    {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}
    [النحل:89]، والعقيدة في الله تعالى من أهم ما بين الله في كتابه، قال
    سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
    [الإسراء: 9]، وأهم ذلك العقيدة في الله وفي أنبيائه ورسالاته والغيب وما
    يحويه.وعن السنة قال تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا
    وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3-4]، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: ((قد
    تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)) .
    وبيان مسائل الاعتقاد من أول وأولى ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأمة
    في نصوص السنة، وهو صلى الله عليه وسلم أنصح الأمة وأفصحها، وأحرصها على
    أمانة البلاغ والرسالة، لهذا كانت نصوص السنة مع الكتاب هي معول السلف
    ومعتمدهم في الاستدلال على مسائل الاعتقاد.قال شيخ الإسلام عن أهل السنة:
    هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف
    الناس، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد، ويتبعون
    آثاره صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً .يقول الإمام البربهاري: واعلم
    أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة،
    فقد قال على الله ما لا يعلم، ومن قال على الله ما لا يعلم فهو من
    المتكلفين. والحق ما جاء من عند الله عز وجل، والسنة ما سنه رسول الله صلى
    الله عليه وسلم، والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه
    وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان. ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله
    عليه وسلم فلج على أهل البدعة كلهم، واستراح بدنه، وسلم له دينه إن شاء
    الله، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي))، وبيّن لنا
    رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية منها فقال: ((ما أنا عليه
    وأصحابي)) ، فهذا هو الشفاء والبيان، والأمر الواضح، والمنار المستقيم
    .وأهل السنة لا يستدلون بالقرآن دون السنة؛ بل بالسنة والقرآن، ولا يكمل
    دين العبد إلا بالإيمان بما فيهما؛ لأنهما مما أوتيه الرسول صلى الله عليه
    وسلم، قال: صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) .
    فهما في الاحتجاج والاستدلال سواء، لا يعزل أحدهما من أجل التحاكم إلى
    الآخر، قال تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى
    اللّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] وقال تعالى:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ
    يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء:
    65].يقول البربهاري: وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن،
    فلا شك أنه رجل قد احتوى على الزندقة، فقم عنه ودعه .
    ولا يعارض صحيح النقل - من أدلة علم العقيدة - بوهم الرأي وخطل القياس.قال
    شيخ الإسلام ابن تيمية: فكان من الأصول المتفق عليها من الصحابة والتابعين
    لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه ولا
    معقوله ولا قياسه ولا وجده.. فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا
    لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق
    ووجد ومكاشفة، ولا قال قط: قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلاً عن أن
    يقول: فيجب تقديم العقل، والنقل إما أن يفوض وإما أن يؤول!.. ولم يكن السلف
    يقبلون معارضة الآية إلا بآية تفسرها أو تنسخها، أو بسنة الرسول صلى الله
    عليه وسلم تفسرها، فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين القرآن وتدل
    عليه وتعبر عنه .
    وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يحتج بها مطلقا - بشرط الصحة -، لا فرق في
    ذلك بين العقائد والأحكام من حيث حجيتها ومجالها، ولا بين المتواتر والآحاد
    من حيث ثبوتها وقبولها

    علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري -
    ص134


    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    المصدر الثاني: الإجماع
    [size=12]

    والإجماع مصدر من مصادر الأدلة الاعتقادية؛ لأنه يستند في حقيقته إلى الوحي
    المعصوم من كتاب وسنة، وأكثر مسائل الاعتقاد محل إجماع بين الصحابة والسلف
    الصالح، ولا تجتمع الأمة في أمور العقيدة ولا غيرها على ضلالة وباطل.
    فالإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه في العلم والدين، والإجماع
    الذي ينضبط ما كان عليه السلف الصالح؛ إذ بعدهم كثر الخلاف وانتشرت الأمة ،
    وعلى هذا فإجماع السلف الصالح في أمور الاعتقاد حجة شرعية ملزمة لمن جاء
    بعدهم، وهو إجماع معصوم، ولا تجوز مخالفته، "فدين المسلمين مبني على اتباع
    كتاب الله وسنة نبيه وما اتفقت عليه الأمة، فهذه الثلاثة أصول معصومة

    علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري -
    ص136




    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:14 pm


    المصدر الرابع:الفطرة السوية

    أما الفطرة فهي خلق الخليقة على قبول الإسلام
    والتهيؤ للتوحيد، أو هي الإسلام والدين القيم.
    قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ
    الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
    الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [الروم:
    30].قال ابن كثير رحمه الله: فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه
    لا إله غيره .قال شيخ الإسلام: فالحنفية من موجبات الفطرة ومقتضياتها،
    والحب لله، والخضوع له، والإخلاص له هو أصل أعمال الحنيفية .

    وقوله تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} معناه: أن الله ساوى بين
    خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة.وفي الحديث الصحيح: ((كل مولود
    يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج
    البهيمة، هل ترى فيها جدعاء؟)) .فمعنى خلق المولود على الفطرة هو: أن
    الطفل خلق سليماً من الكفر على الميثاق الذي أخذه الله على ذرية آدم حين
    أخرجهم من صلبه ، والفطرة قبول الإسلام، فهي كالأرض الخصبة القابلة، والوحي
    كالغيث النازل من السماء، ما إن ينزل عليها حتى تهتز وتربو وتنبت من كل
    زوج بهيج.

    والفطرة السوية تقبل الإسلام وتهتدي إلى وجود الخالق بما أودع الله الخلائق
    من قوانين كلية، تظهر آثارها في الطفل الناشئ الذي لم يتعلم أو يتكلم، فهو
    يدرك أن الحادث لابد له من محدث، وأن الجزء دون الكل، وأنه يستحيل الجمع
    بين المتناقضين، وهذا من أوائل العقل وبواكيره، وقلوب بني آدم مفطورة على
    قبول الإسلام وإدراك الحق، ولولا هذا الاستعداد ما أفاد النظر ولا البرهان،
    شأنها في ذلك شأن الأبدان، فطرها الله تعالى قابلة للانتفاع والاغتذاء
    بالطعام والشراب، ولولا هذا الاستعداد لما حصل انتفاع.والفطرة السوية تهدي
    العبد إلى أصول التوحيد والإيمان، وجمهرة أهل العلم من أهل السنة وغيرهم
    على فطرية الإيمان، وليس يحتاج العبد لتحصيله من أصله إلى استدلال أو
    برهان، فضلاً عن أن يشك ويخرج من ثوب اليقين والإذعان، "والقلوب مفطورة على
    الإقرار به سبحانه أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات،
    كما قالت الرسل:{أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
    [إبراهيم: 10] .يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الإقرار والاعتراف
    بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان بعض الناس قد يحصل له ما يفسد
    فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة .ويقول: إن أصل العلم الإلهي
    فطري ضروري، وإنه أشد رسوخاً في النفوس من مبدأ العلم الرياضي، كقولنا: إن
    الواحد نصف الاثنين، ومبدأ العلم الطبيعي كقولنا: إن الجسم لا يكون في
    مكانين؛ لأن هذه المعارف أسماء قد تعرض عنها أكثر الفطر، وأما العلم الإلهي
    فما يتصور أن تعرض عنه فطرة .

    والفطرة تدل على اتصاف الخالق بالصفات العلى والكمال المطلق، فهي تدرك أن
    من يخلق لا يكون كمن لا يخلق، قال تعالى: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ
    يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17].
    فالخالق لهذا الكون لا يستوي مع غيره، في صفاته وأفعاله وذاته، فهي تدرك
    علو الصفات، كما تدرك علو الذات، فإنه ما قال عارف مؤمن قط: يا الله، إلا
    وجد في نفسه ضرورة بطلب العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، لا يجادل في ذلك
    مجادل.

    والفطرة وإن غشيتها غاشية الإلحاد؛ تهتدي إلى تفرده تعالى بالألوهية يظهر
    ذلك في أوقات الشدة والمحنة، فإن القلب يفزع إلى خالقه، ويلجأ إلى بارئه
    عند حلول الحوادث العظام والخطوب الجسام، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ
    الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء:
    67]."والإسلام بعقائده وأحكامه موافق للفطرة لا يعارضها؛ بل كلما كانت
    العقائد والأحكام بعيدة عن الإسلام، كانت معارضة للفطرة الصحيحة مضادة لها،
    ففي الفطرة محبة العدل وإيثاره، وبغض الظلم والنفار منه، واستقباح إرادة
    الشر لذاته، لكن تفاصيل ذلك إنما تعلم من جهة الرسل، فالطفل عند أول تميزه
    إذا ضرب من خلفه التفت لعلمه أن تلك الضربة لابد لها من ضارب، فإذا شعر به
    بكى، حتى يقتص له منه، فيسكن ويهدأ، فهذا إقرار في الفطرة بالخالق، وهو
    التوحيد، وبالعدل الذي هو شرعة الرب تعالى" .

    والعقل والفطرة وإن كانا من دلائل التوحيد، إلا أنه لا تقوم الحجة على بني
    آدم إلا بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وقطع العذر، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا
    مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]، فلا عذاب إلا بعد
    إرسال الرسل، وقطع العذر، وإقامة الحجة، وقالت المعتزلة في الآية:
    {رَسُولاً} أي: العقل، وهو تحريف للكلم عن مواضعه، بدلالة قول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ}
    [الأنبياء: 7].
    وهو سبحانه ما أهلك من قبلنا من الأمم إلا بعد إرسال الرسل إليهم وإنزال
    الكتب عليهم، قال تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلا لَهَا
    مُنذِرُونَ} [الشعراء: 208]، وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ
    الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ
    آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}
    [القصص: 59].
    فإن قيل: إذا كان وجود الله وتعظيمه مركوزا في الفطر، والعقول تستدل على
    ذلك، فعلام توقف التكليف على مجيء الرسول، وإنزال الكتاب؟
    فيقال: إن إثبات كون الفطرة هي الإسلام، لا يقتضي خلق علم ضروري في نفس
    الإنسان، يجعله عالما بالعقيدة وأصولها، ونواقضها، قال تعالى: {وَاللّهُ
    أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل:
    78]. كما أن الله تعالى تكرما منه لا يعاقب قبل بلوغ الحجة الرسالية
    {ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا
    غَافِلُونَ} [الأنعام: 131]؛ بل تمتنع المؤاخذة حتى يبعث إليهم الرسول، ومن
    حكمة ذلك أن معرفة الله وإثبات وجوده المركوز في الفطر والعقول إجمالي لا
    تفصيلي، فالعقل لا يهتدي لكل كمالات الله تعالى، ولا يهتدي إلى كل ما يرضيه
    من الأقوال والأفعال، فلابد له من وحي يهديه ويرشده ويبين له معاقد الحل
    والحرمة في أفعال المكلفين، كما أن العقل والفطرة لا يدلان على عقوبة
    الآخرة لمن قصر في ذلك، فجاء الرسول ببيان ثواب التوحيد، وعقوبة الشرك في
    الدنيا والآخرة.

    قال ابن القيم رحمه الله:

    وكان الناس في لبس عظيم
    فجاءوا بالبيان فأظهروه

    وكان الناس في جهل عظيم
    فجاءوا باليقين فأذهبوه

    وكان الناس في كفر عظيم

    فجاءوا بالرشاد فأبطلوه


    وأخيراً فإنه لا تعارض ولا تناقض - بحمد الله - بين فطر الخلائق على
    الإسلام وبين عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر؛ لأن الله تعالى " وإن خلقه
    مولوداً سليماً، فقد قدر عليه ما سيكون بعد ذلك من تغييره، وعلم ذلك" .

    علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري -
    ص141
    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:17 pm

    المبحث الخامس: خصائص العقيدة الإسلامية
    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    تمهيد


    إن المتأمل المنصف، لو قارن بين المعتقدات السائدة بين الناس
    اليوم ; لوجد للعقيدة الإسلامية - المتمثلة في عقيدة أهل السنة والجماعة -
    خصائص وسمات تميزها وأهلها بوضوح عن المعتقدات الأخرى من ديانات أو فرق أو
    مذاهب أو غيرها.


    ومن هذه الخصائص والسمات:

    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    سلامة الصدر

    وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة وإجماع السلف، وأقوالهم
    فحسب.
    وهذه الخاصية لا توجد في مذاهب أهل الكلام والمبتدعة والصوفية، الذين
    يعتمدون على العقل والنظر، أو على الكشف والحدس والإلهام والوجد، وغير ذلك
    من المصادر البشرية الناقصة التي يُحكمونها أو يعتمدونها في أمور الغيب، (
    والعقيدة كلها غيب ).
    أما أهل السنة فهم - بحمد الله - معتصمون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله
    عليه وسلم، وإجماع السلف الصالح وأقوالهم، وأي معتقد يستمد من غير هذه
    المصادر إنما هو ضلال وبدعة.
    فالذين يزعمون أنهم يستمدون شيئاً من الدين عن طريق العقل والنظر، أو علم
    الكلام والفلسفة، أو الإلهام والكشف والوجد، أو الرؤى والأحلام، أو عن طريق
    أشخاص يزعمون لهم العصمة (غير الأنبياء) أو الإحاطة بعلم الغيب (من أئمة
    أو رؤساء أو أولياء أو أقطاب أو أغواث أو نحوهم)، أو يزعمون أنه يسعهم
    العمل بأنظمة البشر وقوانينهم، من زعم ذلك فقد افترى على الله أعظم الفرية،
    ونقول لمن زعم ذلك كما قال الله تعالى لمن قال عليه بغير علم: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
    [البقرة: 111]. وأنى له أن يأتي إلا بشبه
    الشيطان.
    وهذه الميزة والخصيصة - أعني الاعتماد على الكتاب والسنة، ومنهج السلف
    الصالح - سمة من سمات أهل السنة، لا تكاد تتخلف في كل مكان وزمان والحمد
    لله.


    أنها تقوم على التسليم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
    لأنها غيب
    تعريف العقيـــدة Ng35ab



    والغيب يقوم ويعتمد على
    التسليم والتصديق المطلق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم فالتسليم
    بالغيب من صفات المؤمنين التي مدحهم الله بها، قال تعالى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى
    لِلْمُتَّقِينَ}
    [البقرة: 1-3].
    والغيب لا ُتدركه العقول ولا تحيط به، ومن هنا، فأهل السنة يقفون في أمر
    العقيدة على ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف أهل البدع
    والكلام، فهم يخوضون في ذلك رجماً بالغيب، وأنى لهم أن يحيطوا بعلم الغيب،
    فلا هم أراحوا عقولهم بالتسليم، ولا عقائدهم وذممهم بالاتباع، ولا تركوا
    عامة أتباعهم على الفطرة التي فطرهم الله عليها.


    تعريف العقيـــدة Ng35ab

    موافقتها للفطرة القويمة والعقل السليم


    لأن عقيدة أهل السنة والجماعة تقوم على الاتباع والاقتداء والاهتداء بهدي
    الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه سلف الأمة، فهي تستقي
    من مشرب الفطرة والعقل السليم، والهدي القويم، وما أعذبه من مشرب. أما
    المعتقدات الأخرى فما هي إلا أوهام وتخرصات تعمي الفطرة، وتحير العقول.

    تعريف العقيـــدة Ng35ab


    اتصال سندها بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
    والتابعين وأئمة الهدى قولاً وعملاً وعلماً واعتقاداً


    فلا يوجد - بحمد الله - أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ليس له أصل
    وسند وقدوة من الصحابة والتابعين، وأئمة الدين إلى اليوم، بخلاف عقائد
    المبتدعة التي خالفوا فيها السلف، فهي محدثة، ولا سند لها من كتاب أو سنة،
    أو عن الصحابة والتابعين، وما لم يكن كذلك فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    الوضوح والبيان


    تمتاز عقيدة أهل السنة والجماعة بالوضوح والبيان، وخلوها من
    التعارض والتناقض والغموض، والفلسفة والتعقيد في ألفاظها ومعانيها، لأنها
    مستمدة من كلام الله المبين
    الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن كلام رسول الله صلى
    الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى. بينما المعتقدات الأخرى هي من تخليط
    البشر أو تأويلهم وتحريفهم، وشتان بين المشربين، لاسيما وأن العقيدة
    توقيفية غيبية لا مجال للاجتهاد فيها كما هو معلوم.

    تعريف العقيـــدة Ng35ab

    سلامتها من الاضطراب والتناقض واللبس

    فإن
    العقيدة الإسلامية الصافية الاضطراب فيها ولا التباس، وذلك لاعتمادها على
    الوحي، وقوة صلة أتباعها بالله، وتحقيق العبودية له وحده، والتوكل عليه
    وحده، وقوة يقينهم بما معهم من الحق، وسلامتهم من الحيرة في الدين، ومن
    القلق والشك والشبهات، بخلاف أهل البدع فلا تخلو أهدافهم من علة من هذه
    العلل.
    أصدق مثال على ذلك: ما حصل لكثير من أئمة علم الكلام والفلسفة والتصوف، من
    اضطراب وتقلب وندم، بسبب ما حصل بينهم من مجانبة عقيدة السلف، ورجوع كثير
    منهم إلى التسليم، وتقرير ما يعتقده السلف، خاصة عند التقدم في السن، أو
    عند الموت.

    كما حصل للإمام أبي الحسن الأشعري، حيث رجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة
    في (الإبانة) بعد الاعتزال ثم التلفيق. والباقلاني (ت 403هـ) في (التمهيد).
    ومثله أبو محمد الجويني (ت 438هـ)، والد إمام الحرمين في (رسالة في إثبات
    الاستواء والفوقية). ومثله إمام الحرمين (ت 478هـ) في (الرسالة النظامية).
    والشهرستاني، (ت 548هـ) في (نهاية الإقدام). والرازي ( فخر الدين ) (ت
    606هـ) في (أقسام الملذات) وغيرهم كثيرون، سلامة أتباعها - في العموم - من
    التلبس بالبدع والشركيات والآثام والكبائر، فأهل السنة في عمومهم، هم أسلم
    الناس من الوقوع في البدع، ولا تكون فيهم الشركيات. أما الذنوب والمعاصي
    والكبائر فقد يقع فيها طوائف منهم لكنها فيهم أقل من غيرهم، وغيرهم لا يسلم
    من علة من هذه العلل البدعية والشركية، كما أن المعاصي والكبائر هي في أهل
    الافتراق أكثر من غيرهم في الجملة.
    فالمتكلمة من المعتزلة، وكثير من الأشاعرة ونحوهم قالوا في الله بغير علم،
    وخاضوا في الغيب بغير علم، والمتصوفة والمقابريون وسائر أهل البدع عبدوا
    الله بغير ما شرع، والرافضة، والباطنية ونحوهم كذبوا على الله تعالى
    وافتروا على رسوله صلى الله عليه وسلم حتى صار الكذب ديناً لهم، والخوارج
    تشددوا في الدين فشدد الله عليهم.

    تعريف العقيـــدة Ng35ab

    أنها سبب الظهور والنصر والفلاح في الدارين


    من أبرز خصائص عقيدة أهل السنة: أنها من أسباب النجاح والنصر والتمكن لمن
    قام بها ودعا إليها بصدق وعزم وصبر.فالطائفة التي تتمسك بهذه العقيدة،
    عقيدة أهل السنة والجماعة، هي الطائفة الظاهرة والمنصورة التي لا يضرها من
    خذلها ولا من عاداها إلى يوم القيامة. كما أخبرنا بذلك الرسول صلى الله
    عليه وسلم بقوله: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على
    الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))


    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    avatar
    باسم رفعت
    مشرف قسم اللغة الانجليزية


    عدد المساهمات : 52
    النوع : ذكر
    نقاط : 5655
    كيف تعرفت علينا ؟ : صديق
    تاريخ التسجيل : 22/08/2009
    العمر : 44
      : دعاء جميل

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف باسم رفعت الثلاثاء سبتمبر 01, 2009 4:18 pm


    هي عقيدة الجماعة والاجتماع

    ذلك أنها الطريقة المثلى لجمع شمل المسلمين ووحدة صفهم، وإصلاح ما فسد من
    شئون دينهم ودنياهم، لأنها تردهم إلى الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين، وهذه
    الخاصية لا يمكن أن تتحقق على يد فرقة أو دعوة أو أنظمة لا تقوم على هذه
    العقيدة أبداً، والتاريخ شاهد على ذلك، فالدول التي قامت على السنة هي التي
    جمعت شمل المسلمين وقام بها الجهاد والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
    وعز بها الإسلام قديماً وحديثاً، منذ عهد الخلفاء الراشدين، والدولة
    العباسية في أول عهدها، والدولة العثمانية في أول عهدها، وعهد صلاح الدين
    الأيوبي، والدولة الإسلامية في الأندلس، وعهد الدولة السعودية، حيث نصرت
    السنة، ودعت إلى التوحيد، وحاربت البدع والشركيات، وطهّرت البلاد المقدسة
    منها، ولا تزال كذلك - بحمد الله -، وينبغي أن تبقى كذلك على عهدها. وغالب
    هذه الدول حينما حدث فيها الافتراق وسادت فيها البدع فشلت وانهارت، والدول
    التي قامت على غير السنة، أشاعت الفوضى والفرقة والبدع والمحدثات، ومزقت
    الشمل، وعطلت الجهاد، وأشاعت المنكرات، وصارت على يدها الهزائم، وانتشر في
    عهدها الجهل بالدين، واندثرت السنة، مثل دول الرافضة والباطنية،والقرامطة،
    والصوفيّة، وكدولة بني بويه، والفاطميين (العبيديين)، التي مزقت المسلمين،
    وأشاعت بينهم البدع والشركيات. ولما صارت للمعتزلة وزارة ومراكز في عهد بعض
    الخلفاء العباسيين ظهرت البدع الكلامية، وحوصر أئمة أهل السنة، وافتتن
    الناس - بل العلماء - في دينهم.

    تعريف العقيـــدة Ng35ab

    البقاء والثبات والاستقرار
    من أهم
    خصائص عقيدة أهل السنة: البقاء والثبات والاستقرار والاتفاق: فعقيدتهم في
    أصول الدين ثابتة طيلة هذه القرون، وإلى أن تقوم الساعة، بمعنى أنها متفقة
    ومستقرة ومحفوظة، رواية ودراية، في ألفاظها ومعانيها، تتناقلها الأجيال
    جيلاً بعد جيل، لم يتطرق إليها التبديل ولا التحريف، ولا التلفيق ولا
    الالتباس، ولا الزيادة ولا النقص.
    ومن أسباب ذلك: أنها مستمدة من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه
    ولا من خلفه، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن
    الهوى، وقد تلقاها الصحابة ثم التابعون، وتابعوهم، وأئمة الهدى المستمسكون
    بهديه صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، رواية ودراية، تلقيناً وكتابة.
    من ذلك مثلاً قول أهل السنة في الصفات إجمالاً وتفصيلاً، فهو لا يزال
    واحداً، وقولهم في كلام الله، والقرآن، والاستواء، والنزول والرؤية، وقولهم
    في القدر، والإيمان، والشفاعة، والتوسل، وغيرها كله لا يزال كما نقل عن
    السلف والقرون الفاضلة. وهذا مما تكفل به الله من حفظ دينه.
    بخلاف الفرق الأخرى، وأقربها إلى أهل السنة الأشاعرة والماتريدية، ومع ذلك
    فهم مضطربون في كل ما خالفوا به السلف مما أولوه أو ابتدعوه، ويكثر في
    عقائدهم التلفيق والالتباس والاضطراب، والتوقف فيما جاء عن الله تعالى وعن
    رسوله صلى الله عليه وسلم، وابتداع الألفاظ والمعاني التي لم ترد عن الله
    تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم

    مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة لناصر بن عبد الكريم
    العقل - ص 29


    تعريف العقيـــدة Ng35ab
    الداعى لله ورسوله
    الداعى لله ورسوله
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 736
    الدولة : مصر
    النوع : ذكر
    نقاط : 7097
    تاريخ التسجيل : 20/08/2009
      : أذكر ربك
    رسالتى : نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإذا ارتضينا العزة بغيره أذلنا الله

    أصلح النية
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى
    رواه البخارى ومسلم

    تعريف العقيـــدة Empty رد: تعريف العقيـــدة

    مُساهمة من طرف الداعى لله ورسوله الخميس سبتمبر 03, 2009 6:12 am

    شكرا لك أخى / باسم

    على هذا الموضوع الجميل

    وبارك الله فيك



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:21 pm