من طرف أرض كنعان الجمعة سبتمبر 04, 2009 11:41 am
الأخ / waelmath
بخصوص القصة ربما تكون صحيحة ، وهي فائدة للعبرة ، ولكنها قد تضع بعض الفكر لأصحاب النفوس الضعيفة ، لكي يتخذوا هذه الطريقة في أعمال السحر.
أما بخصوص :
" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا , و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 63 ) : $ لا أصل له مرفوعا .
و إن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة حتى إن الشيخ عبد الكريم العامري
الغزي لم يورده في كتابه " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " .
و قد وجدت له أصلا موقوفا , رواه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 46 / 2 )
حدثني السجستاني حدثنا الأصمعي عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن العيزار عن
#عبد الله بن عمرو #أنه قال : فذكره موقوفا عليه إلا أنه قال :
" احرث لدنياك " إلخ .
و عبيد الله بن العيزار لم أجد من ترجمه .
ثم وقفت عليها في "تاريخ البخاري " ( 3 / 394 ) و " الجرح و التعديل " ( 2 / 2
/ 330 ) بدلالة بعض أفاضل المكيين نقلا عن تعليق للعلامة الشيخ عبد الرحمن
المعلمي اليماني رحمه الله تعالى و فيها يتبين أن الرجل وثقه يحيي بن سعيد
القطان و أنه يروي عن الحسن البصري و غيره من التابعين فالإسناد منقطع .
و يؤكده أنني رأيت الحديث في " زوائد مسند الحارث " للهيثمي ( ق 130 / 2 ) من
طريق أخرى عن ابن العيزار قال : لقيت شيخا بالرمل من الأعراب كبيرا فقلت : لقيت
أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال : نعم , فقلت : من ? فقال :
عبد الله بن عمرو بن العاص ....
ثم رأيت ابن حبان قد أورده في " ثقات أتباع التابعين " ( 7 / 148 ) .
و رواه ابن المبارك في " الزهد " من طريق آخر فقال ( 218 / 2 ) : أنبأنا محمد
ابن عجلان عبد الله بن عمرو بن العاص قال : فذكره موقوفا , و هذا منقطع و قد
روي مرفوعا , أخرجه البيهقي في سننه ( 3 / 19 ) من طريق أبي صالح حدثنا الليث
عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره في تمام حديث أوله :
" إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق , و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك , فإن
المنبت لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى , فاعمل عمل امريء يظن أن لن يموت أبدا ,
و احذر حذر ( امريء ) يخشى أن يموت غدا " .
و هذا سند ضعيف و له علتان جهالة مولى عمر بن عبد العزيز و ضعف أبي صالح و هو
عبد الله بن صالح كاتب الليث كما تقدم في الحديث ( 6 ) .
ثم إن هذا السياق ليس نصا في أن العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا , بل الظاهر
منه أنه يعني العمل للآخرة , و الغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل
الصالح و عدم الانقطاع عنه , فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال
إلى الله أدومها و إن قل " متفق عليه والله أعلم .
هذا و النصف الأول من حديث ابن عمرو رواه البزار ( 1 / 57 / 74 ـ كشف الأستار )
من حديث جابر , قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 1 / 62 ) : و فيه يحيى بن
المتوكل أبو عقيل و هو كذاب .
قلت : و من طريقه رواه أبو الشيخ ابن حيان في كتابه " الأمثال " ( رقم 229 ) .
لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم :
" إن هذا الدين يسر , و لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه , فسددوا و قاربوا
و أبشروا ... " أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعا .
و قد روى الحديث بنحوه من طريق أخرى و سيأتي بلفظ ( أصلحوا دنياكم ... ) ( رقم
878 ) .
وهذا موضع آخر له تعلق بالحديث:
" أصلحوا دنياكم , و اعملوا لآخرتكم , كأنكم تموتون غدا " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 266 ) :
$ ضعيف جدا $ . رواه القضاعي ( 60 / 2 ) عن مقدام بن داود قال : أخبرنا علي بن
معبد قال : أخبرنا عيسى بن واقد الحنفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن # أبي
هريرة # مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا , سليمان بن أرقم و مقدام بن داود
ضعيفان جدا . و عيسى بن واقد لم أعرفه . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع
الصغير " للديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تبعه نجم الدين الغزي في
"حسن التنبه فيما ورد في التشبه " ( 8 / 70 ) و قال المناوي : " و فيه زاهر بن
طاهر الشحامي , قال في " الميزان " كان يخل بالصلوات فترك الرواية عنه جمع . و
راويه عن أنس مجهول ". ثم رأيته في " مختصر الديلمي " للحافظ ابن حجر ( 1 / 1
/ 27 ) من طريق زاهر بن أحمد :حدثنا البغوي : حدثنا زهير بن حرب عن رجل عن
قتادة عن أنس . فالراوي عن قتادة هو المجهول , و ليس راويه عن أنس ! قلت :و
هذا الحديث نحو الحديث المتقدم بلفظ " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... " . (
رقم 7 ) . و إنما قلت : "نحو " لأن هذا أقل إغراقا في الحض على العمل للدنيا
من ذاك , بل هذا لا تأباه الشريعة , و أما ذاك فلا أعتقد أن في الشرع هذه
المبالغة في الحض على السعي للدنيا , بل الأحاديث متضافرة على الترغيب في
التفرغ للعبادة , و عدم الانهماك في الدنيا , كقوله صلى الله عليه وسلم " ما قل
و كفى خير مما كثر و ألهى " . فراجع لهذا الموضوع " الترغيب و الترهيب " ( 4 /
81 - 83 ) للمنذري .
مع احتراماتي ؛؛