السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشبهات التي أثارها شورش أثناء مناظرة مع الشيخ أحمد ديدات
ورد الأستاذ /عبد الرحمن دمشقية عليها
الشبهة الرابعة:
بما أن القرآن هو العهد الأخير
فلماذا تخاف الحكومات حرية الاعتقاد الديني؟
الرد :
إن الكنيسة قد بقيت تؤكد على عدم اعتناق أي دين غير المسيحية واستخدمت
القمع في ذلك حتى جاءت الثورة الصناعية والتي أزاحت الكنيسة عن حيز السياسة بعد
قرون من التسلط ، وبعد أن كانت الكنيسة عائق أمام التطور
الصناعي في أوروبا.
ويجب أن يُعلم هنا أن لا حرية مطلقة بلا قيد ولا شرط في أي مجتمع من
المجتمعات البشرية ، وعلى هذا فإذا كان للإنسان حرية
الاعتقاد فهذا لنفسه ولكن ليس من لوازم حرية الاعتقاد التي يريدها و يتمتع بها أن
يكره الناس عليها أو يدعوهم إليها ؛ لأنه إذا كان من حق الإنسان أن يضل هو فليس من
حقه أن يضل غيره ، ودار الإسلام: دولة فكرية عقائدية إنّ أقصى ما يطمح المخالفون
لعقيدتها أن يسمح لهم بالعيش في ظل هذه الدولة ولا يصارحوها بمخالفتهم لعقيدتها
التي قامت عليها دولتهم ؛ فماذا يراد من الدولة الإسلامية أكثر مما تقرره في مجال
الاعتقاد ؟ تتركه وما يعتقد لنفسه ولكن تمنعه إذا صار داعية لاعتقاده الباطل
المخالف لعقيدة الإسلام بسبب بسيط أنه إن كان مسلماً فبإسلامه يكون قد التزم أن لا
يعتقد خلاف عقيدة الإسلام و إلا صار ناقضاً لالتزامه هذا فهل نطالب الدولة
الإسلامية بأن تسمح له بالدعوة إلى ما يناقض العقيدة الإسلامية ويسفه اصولها ومعانيها وتبقى الدولة الإسلامية تحميه وتدعه يسفه
عقيدتها وهي عقيدة شعبها،أيجوز أن تفعل هذا دولة
موصوفة بأنها (إسلامية)؟،وهل يجوز أن يتقدم أحد
مواطنيها بمثل هذه الحرية المناقضةلعقيدة الدولة الإسلامية ؟
ويكفي أن نعلم أن الكنيسة أزاحت ثلاثمائة ألف عالم من علماء النصارى ، ومن أبرزهم "غاليليو"و"برونو"وغيرهم
ممن تعلموا في الأندلس وغيرها ، وأرادت الكنيسة أن تضاد هذه المعلومات الإسلامية
التي سبق إليها " الكندي" "وابن تيميه" وغيرهم من علماء
المسلمين بأن الأرض كروية وليست مسطحة كما ادعاه فلاسفة اليونان من قبل وتلقفته
الكنيسة من بعدهم ، وحسبنا أن نعلم أن أوروبا كان يُطلق عليها (أوروبا المظلمة)
إبان الحكم الكنسي، ثم إن التنوير بدأ بعد أن ذهب النصارى وتسابقوا لأخذ العلوم من
جامعاتنا، ثم عادوا إلى بلادهم بعلوم المسلمين .
ونؤكد حقيقة بأن العرب لم يعلموا نور الحضارة إلا بعد اعتناقهم للدين وأنهم
كانوا قبل الإسلام في جاهلية جهلاً ، وأنهم في تخلف كبير
، بخلاف ما صارت إليه أوروبا، فإنها لم تستطع أن تتطور وتنتقل إلى عصر الصناعة إلا
بعد أن أزاحت الكنيسة عن سدة الحكم.
فما عرف العرب الحضارة إلا بعد الإسلام ، وما عرفت
أوروبا الحضارة إلا بعد أن نبذت الكنيسة ووضعتها جنباً في زاوية ضيقة .
الشبهة الخامسة:
يقول شورش : على أي حال إن لدي حلم بعد تفتح أبواب العالم لحرية
المعتقد، فإن حرركم المسيح بالحقيقة تكونوا أحرار
(38).
الرد :
"بالحقيقة تكونون أحرارا" هذا نص يخالف ما جاء في إنجيل لوقا
والذي يقول "أما أعدائي الذين لا يريدون أن أملك عليهم فأتوا بهم فاذبحوهم قدامي"(39)،
فالذين يرفضون أن يملك عليهم المسيح
u ، قد صدر الأمر بقتلهم . أليس هذا إكراها في
الدين؟!، ولو سألناهم يقولون هذا العهد القديم أما العهد الجديد فلا يأمر إلا بالمحبة
والتسامح.
فكيف إذن نفسر ما جاء في لوقا في العهد الجديد ؟!
الشبهة السادسة :
لقد شاهدنا عبر القرون في ثورات عدة ، وأن أفضل
هذه الثورات هي ثورة الحقيقة .
الرد :
إن الثورة التي أطاحت بالكنيسة والتسلط البابوي وتخلصت من عهد صكوك الغفران ، فإن الكنيسة كانت تستقطع الأراضي في الجنة وتبيعها
للناس بثمن بخس إلى عامة النصارى.
تضحك عليهم وتجمع الأموال الطائلة بهذه الطريقة ، ولقد قال تعالى:)يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس
بالباطل ويصدون عن سبيل الله
(40)(.
الشبهة السابعة:
مسألة معراج محمد ، وذلك يوم انتقل إلى السماء
وعلى دابة وجهها بشكل امرأة
الرد :
أما وجه الدابة فنسأل هل قال ذلك المسلمون في
كتبهم ؟وبمصادرهم الموثوقة أم أن النبي محمد
r وصف من قبل حاقدين كاذبين ، فلم يقل محمدr أنه ركب دابة لها وجه امرأة جميلة، والذي قال ذلك هم
مجموعة حاقدة يشبهون في كذبهم ما كان يفعله الفريسيون
من اليهود ضد النبي عيسى
u.
الشبهة الثامنة :
إن الوصف الذي شاهده محمد في السماء لا يمكن أن يُصدق .
الرد :
إنه لا يصدق من قبل الجاحدين للحقائق الرافضين لما يثبته الدليل ويرضخ له
العقل السليم ، أما المؤمنون فيصدقون ما بيّنه النبي
r في إسرائه إلى بيت المقدس ومن
هنا عرج به جبريل إلى السماء ، وكل هذا جرى بقدرة الله وعلى سبيل المعجزة له
r والمعجزة للأنبياء إنما تكون
معجزة لخرقها لسنن الله في الكون ، ومن هذا النوع الخارق لسنن الله معجزات عيسى
u في إحيائه الموتى وإبرائه الأبرص والأكمه وتصوير طيراً من
الطين ثم ينفخ فيه فيصير طيراً من الطيور
بإذن
الله ، فالعقل المؤمن بالله وبرسله يصدق ذلك ويؤمن به .إن أسير المادة
الذي لا يرى أكثر مما تدوسه قدمه من تراب الأرض ويرفض النظر
إلى ما بثه الله من آيات في الكون وما زود به رسله من دلائل على صدقهم ، فهذا النوع من البشر لا يصدقون بمعجزات رسل الله ولا
بمعجزة خاتمهم سيدنا محمد
r وفيها إسراؤه ومعراجه وما رأى
في ذلك .
الشبهة التاسعة:
في سورة النحل آية
(15)
)و ألقى في الأرض
رواسي( و ليس جبالاً .
الرد :
كلمة رواسي لها
معنى أعظم من معنى الجبل فإن للجبل جذوراً تحت الأرض تساوي أربعة أضعاف الجبل من
حيث العمق وقد نبه على ذلك علماء منهم "موريس بوكاي"
الذي ألف كتاباً دلل فيه على أن هذا القرآن هو إعجاز من عند الله
.
الشبهة العاشرة:
لماذا تأخرت ترجمة
القرآن في الوقت الذي يترجم فيه الإنجيل بأكثر من
1800لغة .
الرد :
إذا كان ذلك حجة
فلماذا الأناجيل لم تكن معروفة إلا بعد أربعة قرون ،
فبولس لم يكن يعرف شيئاً عن الأناجيل الأربعة بل لم يعرف أحد شيئاً عن رسائل بولس
مع أنهم يعتبرونه نبياً عندهم.
هذا وإن لم يجرؤ
أحد على ترجمة القرآن لأن الكنيسة كانت تعاقب بالإعدام حرقاً كل من يريد من
النصارى ترجمة القرآن ونقله إلى أوروبا في ظل الكنيسة ،
لذلك لما أقدم الإيطالي"بوقنينيوس" على
ترجمته إلى الإيطالية عام 1543م أو 1534م اعتبره البابا تعدياً على الأمر البابوي
فأمر به فحرق ، على أن أقدم المحاولات لترجمة
القرآن في فرنسا عام 1141م.
وعلى
كل حال فإن ترجمة القرآن إلى لغة أجنبية لم
يجزها أهل العلم لأن الترجمة مهما كانت دقيقة فلا يمكن أن تنقل المعاني الدقيقة
التي تدل عليها بعض الألفاظ الواردة في الآيات القرآنية لأنه لا يوجد في اللغة
الأجنبية ما يقابلها ، مثاله : قوله تعالى في بيان نوع
العلاقة الحميمة بين الزوجة وزوجها:) هن لباس لكم وأنتم لباس لهن((41)ومن أجل ذلك فإن أهل العلم قالوا نترجم معاني القرآن أو يترجم تفاسير آياته ، أما الترجمة الحرفية لآياته فهذا لا يجوز ، وهذا هو
الصواب ؛ومن أجل ذلك تعلم المسلمون من غير العرب اللغة العربية ليتمكنوا من الفهم
الصحيح لآيات القرآن الكريم ، وهكذا كان القرآن الكريم وسيلة فعّالة لتوحيد
المسلمين من غير العرب إذ أوقعهم شوقهم لفهم القرآن إلى تعلم العربية فصار
المسلمون مع اختلاف ألسنتهم متوحدين في العقيدة الإسلامية وباللغة الواحدة وهي
اللغة العربية.
الشبهة الحادية عشرة:
المرأة منتقصة في
الإسلام وذلك في التعدد والطلاق .
الرد :
إننا نجد في الإصحاح
الخامس عشر في سفر اللاويين انتقاص للمرأة؛ فالحائض
نجسة إذا مست شيئاً أو جلست عليه فكل شيء تمسه يكون نجساً لا يطهر إلا بشرط واحد
وهو أن تغرب عليه الشمس ، وكذلك جاء في سفر اللاويين تحريم التزوج من المطلقة والأرملة ، بل إن المرأة
عندهم هي سبب إغراء آدم ، ثم إن المرأة إذا ولدت ذكراً تكون نجسة 7 أيام وإذا ولدت
أنثى تكون نجسة أسبوعين.
فهذه الشبهة توجه
للكتاب المقدس عندهم وليس للقرآن الكريم لأن الكتاب المقدس هو الذي أثبت جواز تعدد
النساء مثلاً : كانت لسليمان 700زوجة و 300مملوكة
(42).ورحبعام كانت له 18زوجة و60 مملوكة(43).وكانت
لجدعون زوجات كثيرات(44)،
وكانت لإبراهيم (3)زوجات(45).
فلماذا أباح العهد القديم تعدد الزوجات ، فهي موجودة
عندهم في العهد القديم ، أما القرآن فقال :)فإن خفتم
ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم((46).